قد تستطيع خداع بعض الناس لبعض الوقت، ولكنك لا تستطيع خداع كل الناس في جميع الأوقات، مثل بريطاني ينطبق تماما على الكلمات التي ألقاها زبانية النظام الأسدي في مؤتمر جنيف2 والتي حاولوا يائسين من خلالها تحويل قضية شعب مناضل يواجه آلة القتل والبطش الأسدي إلى قضية ما يسمى بالإرهاب. ويبدو أن نائب وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، مازال مستمرا في غيه وكذبه وتضليله، حيث زعم أن النظام قام طيلة الفترة الماضية بإيصال المساعدات لكل من يحتاجها في البلاد ولاسيما في المناطق المحاصرة لكن المسلحين كانوا يمنعون ذلك، على حد قوله. ومن الواضح أن المقداد يتجاهل أو لا يحاول أن يعلم أن السبب الرئيسي في الوصول لهذا الوضع المأساوي ليس المسلحين، بل قوات النظام الفاشية التي أهلكت الحرث والنسل السوري وعاثت في الأرض السورية فسادا حتى وصل الأمر لما وصل إليه وأن الإرهاب الحقيقي هو الذي يمارسه شبيحة النظام البربري عبر القتل والتدمير وسفك دماء الشعب السوري المناضل من أجل حريته وكرامته. وقد انتهى اجتماع أمس بين وفدي النظام والمعارضة السورية في جنيف دون تحقيق أي تقدم سواء على صعيد إدخال المساعدات إلى حمص، أو قضية المعتقلين، وأعرب المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، عن أسفه لعدم التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو تخفيف مستوى العنف. وانتقد الإبراهيمي تحدث الوفدين للإعلام وعدم حفاظهما على سرية المحادثات، وأعلن أن مفاوضات اليوم بين وفدي النظام والمعارضة السوريين ستركز على اتفاق جنيف- 1، وذلك بعد ساعات من إعلان الطرفين أن مفاوضات أمس اصطدمت بخلاف حول أولويات البحث، ففي حين طالب وفد النظام بالتركيز على مكافحة «الارهاب»، شددت المعارضة على أن الهدف من المفاوضات هو فقط البحث في جنيف- 1 وتحديدا في «هيئة الحكم الانتقالي». وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء جلسات التفاوض «نقوم بما يسمح الوضع بالقيام به، وغدا (اليوم) سنضع على الطاولة بيان جنيف - 1، وبالطبع الطرفان يعرفانه جيدا». وأضاف «بعد ذلك، سنقرر معهم كيف نناقش البنود العديدة في هذا البيان، وبينها تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة». وأضاف «لن نبدأ بالتأكيد بهذا الموضوع، إنه الموضوع الأكثر تعقيدا». وعبر أعضاء وفد المعارضة عن عدم ارتياحهم للطريقة التي يتعاطى بها وفد النظام مع المحادثات، إلا أن الطرفين اتفقا على مواصلة المفاوضات. وقالت عضو المعارضة ريما فليحان إن المفاوضات لم تكن بناءة بسبب منطق وفد النظام الذي حاول تغيير مسار الجلسة، معتبرة أنه يشعر فعليا هنا بحصار دولي خانق على ما يبدو، لذلك كان أداؤه موتورا وبدائيا».