«لم تستطع شقيقتي تحمل نبأ وفاة والدي، فخرت من هول الخبر صريعة، أوجعنا فراقهما في الوقت ذاته، ولكن هذا قضاء الله وقدره ولله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى». بهذه الكلمات الممتلئة صبرا واحتسابا يتحدث محمد عبدالوهاب عذيق، 54 عاما عن فاجعة اسرته بفقد والده ومن ثم شقيقته في وقت واحد قائلا «نقلنا والدي الذي ناهز عمره ال90 عاما إلى مستشفى صبيا العام، وأجرى له الاطباء محاولات انعاش قلبي الا ان روحه فاضت وانتقل إلى رحمة ربه»، مبينا أنه في تلك الاثناء كانت شقيقته آمنة 65 عاما تتصل باستمرار على هاتفه وهاتف ابنها من اجل الاطمئنان على صحة والدها، وكانوا يخبرونها بأنه بخير». وأضاف «ولم نكن نريد أن تعلم بنبأ وفاته ولكنها كانت تلح علينا لمعرفة احواله الصحية وكنا نحاول طمأنتها ولكنها كانت تشعر في قرارة نفسها بأن ثمة خطبا قد جرى لوالدها فأصرت على المجيء للمستشفى»، مبينا أنهم حاولوا ثنيها عن الحضور ولكنها فاجأتهم بوجودها في المستشفى، موضحا أنها حين شاهدت ملامحهم الحزينة والباكية ورؤية والدها مسجى على السرير أصدرت صرخة مرددة «والدي توفي» ومن ثم اغمي عليها ليتم اجراء محاولات انعاشها ولكن فارقت الحياة حزنا على فراق والدها. وأكد شقيقها أنها كانت تحرص على فعل الخير، وقبل وفاتها كانت تنثر الحب لاطعام الطيور في كل مكان من أرجاء منزلها. من جهته، بين نبيل كميت ابن الفقيدة والموظف ببلدية صبيا أنه والدته رحمها الله كانت دائمة السؤال عن جده رحمه الله وتقوم بزيارته عندما يمرض كانت قريبة منه ومن جدته. وذكر أنه حين علمت والدته بنقل جدى للمستشفى لم تهدأ فكانت تكرر اتصالاتها علينا وتلح بالسؤال عن صحته، موضحا أنهم أخفوا عليها خبر وفاته ولكنها اصرت على الحضور للمستشفى لأنها كانت تشعر بأن امرا ما قد حدث لجدي. وقال «ولدى حضورها شاهدت جدي مسجى على السرير الابيض والبكاء والحزن سيطر على المشهد فلم تتمالك من هول الموقف ليغمى عليها ميتة، في مشهد أبكى جميع الحاضرين» وأديت الصلاة على الفقيد وابنته في الجامع الكبير في صبيا وتشييع جثمانيهما في مقابر الخالدية في مشهد مؤثر.