حضور منقطع النظير حظى به مهرجان جدة التاريخية (كنا كدا). كيف لا والحدث يستحق؛ إنه عبق الماضي الأصيل الجميل يعانق الحاضر الزاهر البهي. هنا يعود بنا الزمان إلى أكثر من 200 عام، جدة البلد تلك المدينة التاريخية المعالم؛ حيث تحوي الكثير من الآثار والأماكن التراثية كسور جدة القديم وعين يسر وحواريها القديمة حارة المظلوم حارة الشام حارة اليمن،، الخ. بمبانيها ذات الطابع العمراني المتمايز والمتفرد والمساجد الأثرية، حيث حظيت هذه المنطقة التاريخية الجميلة باهتمام المسؤولين تنفيذا للتوجيهات السامية؛ وما المهرجان الذي احتضنته إجازة منتصف العام إلا انعكاسا لهذا الاهتمام. مهرجان جميل وبادرة رائعة من أمانة جدة ومؤسسات المجتمع المساندة، يحفظ من خلاله المقتنيات الثمينة التراثية التاريخية العاكسة لحضارتنا. هنا يعيش الصغار هذه الحضارة واقعا ملموسا نابضا بأسلوب الحياة السائد قديما، مؤكدا أهمية جدة وقيمتها التاريخية والحضارية ومواكبا تطورها الاقتصادي والسياحي؛ كأجمل المدن المطلة على البحر الأحمر وأكثرها أهمية؛ فهي بوابة الحرمين وعلى مرافئها أكبر ميناء بحري متعدد الخدمات العالمية والإسلامية. فعاليات رائعة وثرية ذات غايات ثقافية وسياحية وترفيهية فاز بها من أسعده الحظ بزيارة المهرجان تنوعت بين ألعاب الأطفال القديمة والمأكولات الشعبية التي ينفرد بها المطبخ الحجازي وركن الأسر المنتجة والعروض (الفلكلورية) للمنطقة بأنواعها والمسابقات والعروض المسرحية واللوحات التشكيلية والمعارض المتعددة والمتاحف المتنوعة والحرف السائدة بتواجد أسماء أصحاب الحرف الرائدين والأسواق الشعبية بحرفها اليدوية والفعاليات المتنقلة المختلفة ووسائل المواصلات والسقيا والإنارة والأعمال المتعددة لسكان المنطقة. ودور العمدة الهام في إدارة شؤون حارته وسكانها. جهد كبير وتنظيم رائع يحصدان الإشادة ومهرجان يستحق الحضور؛ فكل شيء جميل عابق برائحة البخور والعود والماضي البهي بكل أصالته وتفرده وروحه الخالدة.