بهذه العبارة يتنادى السعوديون قبيل السفر في مكاتب السياحة. نحتاج مكانا لا يتواجد فيه السعودي. وأحدهم قال إنه ذهب لريف في فرنسا هربا من أهل موطنه. تأملت في هذه الخاصية التي تتمتع بها بعض المناطق والأماكن. مثلا في أي مدينة بأوروبا يُعرف إلى أين يتوافد السعوديون؟ وما هي الأماكن التي لا يرغبونها؟ وقل مثل ذلك في العالم العربي بالإمارات، والمغرب، ولبنان، وغيرها. لماذا نهرب من بعضنا البعض؟! هذه تحتاج إلى أخصائيين وعلماء اجتماع فعلا لدرس هذا الطلب العجيب الذي نقع كلنا فيه تقريبا إذ نبحث عن مكان لا نجد فيه بني جلدتنا، وحين نمتدح مكانا نقول: «كله أوروبيون» بالطبع هذا محترم ومفهوم لكن من المهم أن نبحث عن السبب وراء هذا الطلب! يسافر الإنسان بحثا عن شم هواء نقي ومختلف، عن استرخاء، عن بعد من الضجيج، والقيل والقال، والنظرات التي تحاصرك. في شارع الملك فهد تجد الكل مشغولا بالكل، يصح هذا المرض على أشكالنا في الخارج، ما إن نجد سعوديا إلا وينظر إليه وينظر من حوله وما الذي يوجد على طاولته، ولطالما تسببت النظرات المتلصصة في حوادث إذ ربما ضرب النادلة وهي تحمل الوجبات وأوقعها أرضا بسبب التفاتته المركزة على طاولة مر من جوارها. هذه أخطاء نقع فيها ويجب أن نطرحها. هل جربنا يوما أن لا نهتم بتفاصيل وخصوصيات الآخرين؟! هل دخلنا إلى مكان من دون أن نهتم إلا بطاولتنا؟! هل دخلنا فندقا ونحن ننظر إلى طريقنا من دون تلصص أو فضول جارف؟! طلب فندق أو مطعم أو شارع لا يتواجد فيه السعودي أصبح ظاهرة، ولنا في الأسفار التي تحتدم الآن أكبر مثال، لماذا الانجليزي لا يضيق بوجود انجليزي بجواره؟! بينما يرتبك السعودي ويصاب بالصدمة وربما حدثت بينه وبين المكان «وقفة نفس» بسبب وجود سعودي أمامه؟! سؤال علينا أن نجيب عليه كل من زاويته. [email protected]