يستفيق شارع المنصور في العاصمة المقدسة يوميا على إيقاع مغاير يتمثل في سوق «دوقنقدا» الشعبي، والذي تتضمن بسطاته أنماطا مختلفة من السلع، مستحضرات طيبة، ملابس مستعملة، أجهزة إلكترونية، مواد غذائية، أثاثا منزليا، كل هذه الأصناف تجتمع في مكان واحد. ويعتبر «دوقنقدا» من أشهر الأسواق الشعبية منذ سنوات، ورغم أعمال الإزالة والتطوير في المنطقة إلا أن السوق لا زال مشتعل الحراك ومستمرا في البيع والشراء دون توقف. ومن سنوات طويلة اشتهر سوق «دوقنقدا» بتجمع العمالة المخالفة التي تبيع وتشتري العينات القديمة والمستعملة من جوالات وملابس ومواد غذائية وغيرها الكثير من الخردة والسكراب، بالإضافة إلى مواد ومستحضرات طبية منتهية الصلاحية. والطريف، أنه مجرد ما يتعرض أحد من سكان مكةالمكرمة للسرقة، سرعان ما يتوجه إلى هذا السوق الشعبي والذي عرف أيضا بسوق الحرامية، فليس أمامك حل سوى التوجه إليه حيث يتجمع فيه مخالفو أنظمة الإقامة والعمل لبيع المسروقات المختلفة. ويشهد السوق حركة نشطة خاصة يوم الجمعة بسبب تجمع المخالفين، لمصادفة هذا اليوم للإجازة الأسبوعية للعمالة في مكةالمكرمة. «عكاظ» تجولت داخل السوق ورصدت مخالفات عدة، أبرزها تجاوز العمالة المخالفة أعمال الهدم والتطوير، وعمد بعضهم إلى بسط بضائعهم على الطريق العام معرضين أنفسهم والمارة للخطر بدون أي مبالاة، فقط يريدون كسب المال بأي طريقة وبأي شكل من الأشكال. محرر «عكاظ» تنكر بهوية عامل مخالف، ليتوغل داخل السوق لرصد الظواهر السلبية، حيث اشتهر السوق الشعبي المخالف في شارع المنصور، ببيع المواد المسروقة ومنتهية الصلاحية، حتى أن مدخل الحي أصبح مليئا بعدد من العمالة الوافدة الذين يعرضون بضائعهم مثل ثمرة «القورو» الشهيرة لدى الجاليات الإفريقية، وبعض الأدوية المستخلصة من الأعشاب الطبيعية التي يزعمون أنها علاج للكثير من الأمراض، فضلا عن الروائح الكريهة التي تنتج عن عمليات الطبخ داخل أزقة الحي، بالإضافة إلى بيع الملابس المستعملة التي يقومون بتجميعها من الحاويات التي تختص باحتواء الملابس القديمة في الشوارع، ويغسلونها ومن ثم يجهزونها للبيع على بني جلدتهم. حتى الأموات لم يسلموا منهم، فبعض تلك الملابس تعود لأناس انتقلوا إلى الدار الآخرة، ولم يكن على تلك العمالة إلا جمع ملابسهم وبيعها في السوق المستعملة. وأجمع مواطنون، أن السوق اشتهر ببيع المسروقات من جميع الأصناف حتى أصبح يلقب بسوق الحرامية، وهو الأكبر شهرة في مكةالمكرمة. ويروج هذا السوق عددا كبيرا من البضائع التي ليس لها مصدر، من ملابس ومواد غذائية ومستحضرات طبية، ويحظى بشعبية كبيرة، وتزداد أعداد المقبلين عليه يوما بعد يوم وخصوصا من العمالة الوافدة. وفي هذا السياق، أوضح فارس عبدالهادي أحد مرتادي السوق، أن سوق «دوقنقدا» يعتبر من الأسواق القديمة الشعبية في مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن أهالي الحي ينتظرون أعمال الإزالة بفارغ الصبر، لتتم إزالة السوق أيضا وذلك لما سببه من مضايقات لأهالي الحي، لا سيما أن الحي يعتبر قريبا جدا من المسجد الحرام. وأضاف: أغلبية البضائع التي تروج داخل السوق مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية بالنسبة للمواد الغذائية، وبالرغم من كل ذلك تجد الإقبال على السوق متزايدا وبشكل كبير. وفي موازاة ذلك، أوضح الناطق الإعلامي في إدارة العلاقات العامة بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني، أن الأمانة عبر البلديات الفرعية تقوم بالتنسيق مع الجهات الأمنية وذات العلاقة في متابعة ورصد المخالفات، للعمل على معالجتها بشكل سريع، سعيا منها إلى توفير بيئة صالحة للمواطن وعدم تعرضه لأي مشكلات من جانب العمالة المخالفة، موضحا أن المداهمة تتم في أي وقت لمصادرة البضائع العشوائية والقبض على المخالفين، ليجدوا العقاب المناسب الذي يردعهم من ممارسة هذه الأعمال حتى لو تم تعديل أوضاعهم.