هموم التعليم وتحدياته كبيرة، وهذا أمر مؤكد لا يختلف عليه اثنان، لكن تظل آماله وتطلعاته أكبر وحاضرة لم تغب ويدفع بها «مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام»، وهذا ما يطمئن بأن يكون مع قادم الأيام على المستوى الذي يليق بهذا الوطن ومكانته الكبيرة. وهذه الآمال يقع العبء الأكبر منها على عاتق وزارة التربية والتعليم، ورسالتها في ذلك عظيمة إذا اكتملت لها مقومات النجاح، ليس فقط في الإمكانات، وإنما أولا في الإرادة ورؤية متكاملة وروح جديدة. مع الساعات الأولى لتسلم المبدع فكرا ورؤية وإدارة الأمير خالد الفيصل مسؤولياته وزيرا للتربية والتعليم، جاءت الإشارات واضحة بمفردات محددة لما يجب أن تكون عليه (التربية والتعليم)، من حيث الأهداف والرسالة والمقومات والآليات، وقبل ذلك الكوادر البشرية من ملايين الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات والإداريين والقيادات في الإدارات التعليمية والمدارس. فالتعليم العام بكل مراحله هو حجر الأساس الذي يقوم عليه بقية البنيان؛ لأنه يمثل النقش على الحجر في بناء العقل الواعي المتحفز علميا والمنضبط تربويا ووظيفيا في شتى مناحي العمل، ولنتذكر هنا زمن احترام العلم وهيبة المعلم، كان ذلك نتيجة الانضباط علميا وتربويا فكانت القدوة تأتي من المدرسة في كل شيء. لقد أكد سمو الوزير منذ اللحظة الأولى على عدة مرتكزات أساسية للبناء التربوي والتعليمي بمفهوم الجودة وليس بالترقيع الذي اتسع على أي راقع، ولذلك نحن أمام تطلعات مهمة للبناء بلغة العصر واشتراطاته، وهي مهمة شاقة بالفعل كما قال، لكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم، ومما ركز عليه في ملامح رؤيته، السعي لتحقيق الإرادة والعزيمة والإدارة الصحيحة للتغيير إلى الأفضل في خدمة العلم وطلابه، وتلك هي المفاتيح الحقيقية لتعليم أفضل. كذلك دور المدرسة في إعلاء قيمة الانضباط والتمسك به عملا وأداء. أما التحديات الكبرى أمام الوزارة حاليا، فهي استكمال تطوير المناهج العلمية، خصوصا المواد العلمية التطبيقية، واستمرارية التطوير بخطى مترابطة ومتكاملة ومحددة الزمن والأهداف، كذلك من المعوقات عبء مشكلة المباني المستأجرة وأهمية توفير البيئة المدرسية المحفزة، أيضا تطوير أداء المعلم والمعلمة واستعادة مكانتهم وهيبتهم بانضباط حقيقي للبيئة المدرسية، وتلبية حقوق المعلمين والمعلمات المادية لبعض المعينين منهم. أخيرا، جاء قرار التشديد على الانتظام في اليوم المدرسي الأول بعد الإجازة إشارة واضحة على روح الانضباط المأمول، مما يستوجب تعاون الأسرة والمجتمع مع جهود الوزارة ورؤية وزيرها في هذه المرحلة.. والله الموفق.