مع إشراقة مفعمة بالأمل يعود أبناؤنا الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة يحدوهم الأمل نحو مستقبل مشرق وتنبثق السياسة التعليمية في هذه البلاد من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وعبادة وخلقاً وشريعة ومكاناً متكاملاً للحياة وإتاحة فرص التعليم والنمو لأبناء الأمة ونشره وتيسيره في المراحل المختلفة وتزويد الطالب بالقيم والمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة. هذه هي الغاية من التعليم والذي هو عنوان من عناوين الأمم المتقدمة تحرص على أن تهيئ لأبنائها وتوفر لهم وسائله وسبله ومعداته ومواده وتوفير الإمكانات وإزالة العقبات والاستفادة من جميع أنواع المعارف والعلوم النافعة. ويستقبل الطلاب عامهم الدراسي الجديد بالمزيد من التطلع والأمل فكانت بداية حافلة بالنشاط والعمل ومفعمة بالأمل والرجاء، إنه يوم جديد يبدأ ببداية مشوار العام الدراسي الجديد يستقبله الطلاب بروح الجد والعزيمة والإصرار على التقدم والارتقاء إلى مستوى علمي رفيع وتحصيل أمثل، إنها مسيرة العلم والمعرفة والأمل والعمل والنشاط والبناء وإشادة المجد والعزم والتصميم، ولكي يرقى الطالب بمستواه فلابد من تأصيل روح الجد والعلم في ذهنه وتنمية روح الخير والسمو في نفسه ليقدر على الانطلاق والارتفاع إلى مستوى الطموح والمعرفة، إن هؤلاء الشباب هم عماد المستقبل ورجال الغد وأمل الأمة والتعليم لها نور وضياء تعرف به دينها وتاريخها وتراثها ومستقبلها وحياتها ولذا يجب أن تكون البرامج مشتملة على ما يساعدهم على التحصيل والتعليم وإشباع ميولهم واهتمامهم لكي يهتم الطالب ويستجيب كما يقول المربون. فالمادة العلمية تثير نشاطه وتحفزه إلى المتابعة والتركيز، وذلك هو جوهر عملية التعلم والتعليم، ومن أهداف المربي أن يساعد تلميذه على التحصيل والنمو نمواً متكاملاً في جميع النواحي الروحية والعلمية والفكرية والاجتماعية وحل مشكلاته وتوجيهه توجيهاً سديداً وتنمية شخصيته وتشجيعه على ممارسة مختلف المهارات والبرامج مع الحرص على اكتشاف نواحي الضعف ومواطن القوة بحيث يعالج نواحي الضعف ويصقل نواحي القوة والذكاء والنشاط فالمعلم هو حجر الزاوية في عملية التربية والتعليم، ويعمل على إكساب الطالب المعارف والمهارات المختلفة وقيمة الاتجاهات السلوكية والبناءة والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً عاملاً في المجتمع. وإن المدرسة تؤدي رسالة جليلة كما أن المعلم يمارس أشرف مهنة فلنتعاون معهما ولكن سنداً ودعامة ليزداد العطاء والنشاط والإنتاج، إن علينا كآباء ومربين مسؤولية فعالة في تربية النشء من النواحي العقلية والذاتية والخلقية على ضوء الأهداف التعليمية والأسس التربوية في كتاب الله الكريم والسنة المطهرة كما أن التربية الإسلامية وسيلة وغاية في تحقيق الأهداف السامية والقيم الرفيعة وغرس الفضائل والأخلاق والإيمان والمحبة والتعاون والإيثار والتعاطف وما إلى ذلك مما له الأثر الإيجابي الفعال في شتى مجالات الحياة وضروبها المختلفة، وكم لأسلافنا من الرواد الأوائل من رصيد ضخم من الأدب والتربية والعلوم وهو جدير بأن يكون لشبابنا أسوة ويتخذوا من أسلافهم قدوة. إن المدرسة هي الصرح العلمي والإشعاع الفكري والثقافي لشتى المعطيات والفضائل الخلقية والروحية والعلمية، وإن تطوير الأساليب التربوية بالمناهج والطرق التعليمية في مدارسنا ومعاهدنا سيكونان عاملين حيويين لتطوير المعرفة بمعناها المتكامل ومن هنا تبدو أهمية الرسالة العظيمة الملقاة على المدرسة وما لها من دور بالغ في سبيل النهوض بشباب الأمة وبناء شخصياتهم وتكوين معارفهم وتعميق مفاهيمهم وكل ما يساعدهم على تحقيق واجبهم وتحقيق طموحاتهم والنمو روحياً وجسمياً وعقلياً ووجدانياً واجتماعياً والتناسق المنسجم مع العلم والمنهجية التطبيقية باعتبارها من أهم وسائل التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية. هيأ الله لمدارسنا وأبنائنا أسباب النجاح وأتم لهم ما ينشدونه من علم وثقافة ومعرفة وتقدم ليكونوا مواطنين صالحين مؤمنين قادرين على النهوض بما يفرضه ديننا الحنيف من واجبات والقيام بدورهم في التقدم العلمي والفكري والتطورات الحضارية المعاصرة في ميادين العلوم ودروب الثقافة والأدب وتوجيهها بما يعود على المجتمع والإنسانية بالخير والتقدم والازدهار وبالله التوفيق.