أكد ل«عكاظ» المتحدث الرسمي في وزارة الزراعة جابر بن محمد الشهري أن وزارته لا تعنى بصرف التعويضات للمزارعين التي تعرضت مزارعهم لأضرار نتيجة موجة البرد والصقيع التي اجتاحت أغلب مناطق المملكة. وأوضح المهندس الشهري أن الوزارة لا تتوفر لديها معلومات عن حجم التعويضات مشيرا إلى أن هناك قرارا من مجلس الوزراء قد أناط بتقدير الأضرار إلى لجان تشكل لهذا الغرض من قبل إمارات المناطق. وعن الإجراءات التي تتخذها الوزارة لحماية تلك المحاصيل من الضرر أكد الشهري أن الوزارة ممثلة بإدارة الإرشاد الزراعي تقوم بإيصال المعلومات بالتنبيه على المزارعين قبل حدوث الموجة من قبل الأرصاد وكذلك من خلال تفاعل المرشدين وتواصلهم مع المزارعين في الفروع والمديريات في جميع مناطق المملكة. ونوه الشهري إلى أنه لتقليل الضرر الذي يسببه الصقيع نصحت الوزارة المزارعين بري الأرض عند توقع حدوث الصقيع، والرش بمقدار 2 في المائة من الفوسفات، ومن سلفات البوتاسيوم بنسبة 2 في المائة، ويمكن التعفير بالكبريت بعد الرش بيوم لعمل طبقة رقيق على أسطح الأوراق تقلل هذا الضرر، والاهتمام بالتسميد البوتاسي والعناصر الصغرى والتقليل من الأسمدة الازوتية في فصل الشتاء كذلك التسميد العضوي الجيد، وتدفئة الجو في الليالي المتوقع حدوث الصقيع في أماكن متفرقة كحرق بعض مخلفات المزرعة اعتبارا من الثلث الأول من الليل، وزراعة نباتات محملة على زراعات الطماطم مثل الفول أو الترمس، كذلك يمكن وضع مصدات من سعف النخل بالنسبة لأصحاب المساحات الصغيرة، وإجراء التعفير بالكبريت في مراحل دخول الثمار طور النضج. إلى ذلك، قدرت مصادر زراعية المساحة المحصولية المزروعة في المملكة بنحو 835 هكتارا، تنتج ما يصل إلى 1.6 مليون طن، من بينها 15.2 ألف هكتار من محصول الموالح التي تنتج نحو 143.6 ألف طن. وأشارت المصادر إلى أن الجزء الشمالي من المملكة كان أكثر المناطق تعرضا لموجة الصقيع الباردة وتسببت في تدمير نحو 65 في المائة من حجم المحاصيل الزراعية في المنطقة، مما ألحق الضرر بالمزارعين وتكبدهم خسائر طائلة هذا الموسم، مشيرين إلى تخوف المزارعين من استمرار هذه الموجة الباردة التي تؤثر على إنتاج المحاصيل، خاصة الخضراوات، ومن أهمها البطاطس، مشيرين إلى أن موجات مشابهة خلال الأعوام الماضية تسببت في خسائر في هذه المحاصيل، وأثرت في الأسواق. إلى ذلك، جدد ملاك المزارع مطالبتهم بضرورة تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم جراء ضربة موجة الصقيع لمزروعاتهم الخضرية، لتمكينهم من تغطية جزء من تكاليف إنتاجهم للموسم الحالي، في ظل ما تشهده عدد من المزارع خصوصا في مناطق الشمال هذه الأيام والأيام المقبلة انخفاضا شديدا في منتجاتها الزراعية «الموسمية» وتعود الأسباب إلى الآن للانخفاض الشديد في درجات الحرارة وتساقط الثلج هو ما يسبب انخفاضا لكثير من المنتجات عوضا عن عدم زراعة بعضها مثل: الطماطم الفلفل الرومي وغيرها، وأجمع عدد من المزارعين إلى أن محاصيلهم ومنتجاتهم باتت قليلة مقارنة مع أيام فصل الصيف، وذكروا أن المنتجات التي لا تتأثر بالبرودة هي الزهرة والملفوف وتتكاثر هذه الأيام سواء كانت داخل البيوت المحمية أو خارجها وهي مقاومة للبرد. وأوضح خبراء زراعة ومسوقون ومزارعون أن كثيرا من المحاصيل لم تعد تحتمل التغييرات المناخية، مطالبين بضرورة وجود دليل يوضح المخاطر المحتمل حدوثها نتيجة هذه الأجواء في الأعوام المقبلة، مشددين أنه يتطلب من وزارة الزراعة إنشاء وحدة مستقلة تقوم بتوعية المزارعين مباشرة، وتضع ملامح أبرز المخاطر، لتفادي ومنع الضرر في المرات المقبلة، وإدراج طبيعة ونوعية هذه المخاطر عبر شبكة الإنترنت لكي تتيح للمزارعين الاطلاع عليها في مختلف مدن المملكة. المزارع في منطقة الجوف محمود أبو رأس قال إن الطماطم والباذنجان والكوسة منتجات لا تقاوم البرد وتتأخر في نضوجها، مشيرا إلى أنها تزرع في محميات ويتم وضع غلاف خارجي يساعد على منع تساقط الثلوج التي نجدها كل صباح وتتسبب في تأخير ظهور زهر المنتج وضمور بعضها. أما المزارع حسنين قال: تتراجع كمية المنتجات الزراعية وخاصة الخضروات وتتساقط أورقها وبالذات مع بداية الشتاء، مضيفا أن شجرة التين لا تستطيع مقاومة البرد وتبدأ أوراقها بالاصفرار والضمور حتى تتساقط كليا، ولكن بعد انتهاء البرد سرعان ما تدب الحياة فيها من جديد وتكتسي بلونها الأخضر وتعد ليبدأ زهر المنتج. مشيرا إلى أن عملية التساقط تستمر لمدة عشرة أيام عند دخول البرد. وأشار مسوق الخضار في محافظة تبوك علي الغفيلي إلى قلة العرض وزيادة الطلب وارتفاع الأسعار في الأسواق منذ اجتياح موجة البرد للمنطقة، مطالبا وزارة الزراعة بضرورة دعم ملاك المزارع بتقديم القروض والتوسع في زيادة المحميات لتحقيق التكافؤ البيئي. أما سعيد علي صاحب مزرعة في الجوف فإنه أوقف زراعة المحاصيل بسبب بطء نموها وتأخير إنتاجها، مشيرا إلى أنها لا تحقق الأرباح المرجوة، مشيرا إلى أن موسم البرد والصقيع الذي شهدته المنطقة أثر سلبا على البرسيم. ويرى سالم أحمد صاحب مزرعة في حائل أن التوسع في مزارع المحميات وتقديم قروض إضافية، هما مطلب زراعي، مشيرا إلى ضرورة إيجاد توعية وإرشاد لبعض المزارعين الذين لا يتقنون تطبيق المفاهيم الزراعية الحديثة وفي مقدمتها الأوقات المناسبة للزراعة، وكيفية عملية الري المناسبة التي تحقق الاكتفاء المناسب من الماء بدون هدر. وعلى صعيد الأسعار، قفزت أسعار كثير من المحاصيل الزراعية بعد اجتياح المناطق الشمالية موجة صقيع، حيث ارتفع سعر صندوق الخيار من 10 ريالات إلى 28 ريالا، وارتفع سعر الفلفل الرومي من 14 ريالا إلى 30 ريالا، وسعر الكوسة من 15 ريالا إلى 40 ريالا للصندوق، كما ارتفعت أسعار الخضار والفواكه المستوردة، حيث ارتفع سعر الموز زنة 3 كيلو من 15 ريالا إلى 18 ريالا ويتراوح سعر كرتون البرتقال ما بين 25 إلى 28 ريالا، والليمون وصل سعر الصندوق الصغير 16 ريالا.