فوجئ المتابعون لبرامج اليوتيوب بابتعاد الإعلامي الشاب محمد بازيد، من ساحة الإعلام الجديد، لينقل إلى الفضائيات في برنامج ربما يراه البعض مشابها لما كان يقدمه على اليوتيوب، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الإعلام الجديد بوابة للإعلام التقليدي أم أن طموح الشباب في الإعلام الجديد ليس مهنيا بالقدر الكافي الذي يضمن له الاستمرارية ثم التطور. والغريب أن بازيد كان أول المنطلقين إلى الإعلام الجديد ومن قص شريط الدخول إلى عالم اليوتيوب وبرامجه التي تناولت قضايا المجتمع بتنوع موادها وأطروحاتها، مما جعل تحوله إلى الإعلام التقليدي يعد انتكاسة لداعمي الإعلام الجديد، باعتباره إعلاما موازيا، بل يعده الكثيرون بوابة يتسع فيها سقف الحرية حسبما يقولون. سألنا بازيد مقدم برنامج النشرة على إحدى الفضائيات، فأكد أنه سعيد بالتحول لكسب شريحة جديدة من الجمهور، نافيا أن يكون الهدف سقف حرية أو خلافه. انتقالك من الإعلام الجديد إلى التقليدي بعد تجربتك مع «التاسعة إلا ربع» أثار الكثير من علامات الاستفهام، هل وجدت في التلفزيون طموحك في سقف الحرية المطلوبة؟ انتقالي لا يتعلق بمدى اتساع سقف الحرية بقدر ما هو تنويع في استهداف الجمهور وتوسيع لدائرة الانتشار والتأثير، ولايزال برنامجي على يوتيوب مستمرا. اختلاف التجربة ما الذي اختلف بين تجربة «التاسعة إلا ربع» على اليوتيوب، والنشرة التلفزيونية، أو بين الإعلام التلفزيوني التقليدي والإعلام الجديد؟ في «التاسعة إلا ربع» أمثل نفسي بالكامل من حيث الفكرة وكتابة النص والتقديم، لكن العمل التلفزيوني يخضع لعمل مؤسسي أكبر ويصبح من خلاله المذيع فردا من فريق العمل، والفرق بين العمل على اليوتيوب والعمل ضمن قناة تلفزيونية يبرز بشكل واضح في اختلاف نوعية الجمهور وكسب شريحة مختلفة من المتابعين. كنت من أوائل من ظهروا في اليوتيوب وقدموا برامج تلامس الواقع الاجتماعي، هل تعتقد أن هناك من يتحكم في المنتج الذي تقدمه للناس بطريقة أو بأخرى؟ لا يوجد أحد يتحكم في المنتج الذي أقدمه على اليوتيوب أو التلفزيون سوى معايير المهنية الصحفية والعمل الإبداعي. انتقادات جديدة هناك من ينتقد برنامجك الذي تقدمه في الفضائية الخليجية، ويعده نسخة مطورة من «التاسعة إلا ربع» ما رأيك؟ هناك تقاطع بلا شك بين البرنامجين لكن لا أنظر إليه باعتباره فكرة مطورة أو غير مطورة من التاسعة إلا ربع، وفكرة برنامج «النشرة ال» أتت بالكامل من إدارة قناة خليجية وأقوم في البرنامج بدور رئيسي ضمن فريق عمل أكبر. برنامج «النشرة ال...» غير جلده عدة مرات، وتم إضافة وإلغاء أكثر من فقرة، لماذا كل هذا العمل، ألا تشعر بأن المشاهد من الممكن أن يهجركم بسبب ذلك؟ من الطبيعي تماما أن يتعرض برنامج جديد بالكامل في فكرته وشكله على التلفزيون إلى المراجعة والتطوير عدة مرات خصوصا في الفترات الأولى من عرضه وهذه التغييرات تأتي عادة استجابة لردة فعل جماهيرية فلا أعتقد على الإطلاق أنها قد تتسبب في هجر الجمهور، بل وحتى البرامج ذات الحضور الجماهيري القديم يجب أن تمر بذات المراجعات والتعديلات لضمان التجدد والحيوية في الطرح ومواكبة الجمهور. هل هناك فكرة لتقديم برنامج جديد ربما يكون داخل نفس الفضائية أو خارجها، هل فعلا هناك أمر من هذا القبيل تعمل عليه؟ نعمل حاليا على تجديد «النشرة ال» والمحافظة عليه في قالب حيوي وشبابي ساخر ولا أعمل على فكرة برنامج جديد في نفس الفضائية أو خارجها. شائعات التواصل مواقع التواصل الاجتماعي باتت تثير الكثير من الشائعات، ألا تشعر أن هذا الأمر خارج عن السيطرة ويصعب تقنينه؟ هذا صحيح لا يمكن السيطرة بالكامل على ما يطرح في شبكات التواصل الاجتماعي ولكن يمكن الاستفادة من القوانين التي تجرم الإساءة في حال كانت تلك الشائعات مسيئة باللجوء إلى الجهات المختصة وهناك حالات عدة نالت حقوقها من بعض المسيئين إليها، محاربة الشائعات ووأدها يعتمد بدرجة كبيرة على زيادة نسبة الوعي لدى مستخدمي الشبكات الاجتماعية. ما رأيك في قرار تقنين المحتوى الإعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي؟ القوانين لا تغضب أحدا إذا كانت تراعي مصالح الجميع وتعي معطيات الزمن الحالي وحاجات الأجيال الجديدة.