تنبأ الشاعر الشاب علي بن مسفر آل مهمل القحطاني المقلب ب«الضامي» بموته ودنو أجله من خلال قصيدته التي رثى فيها نفسه ووجه نصائحه لابنه الوحيد «يزيد» الذي لا يزيد عمره على عامين، إذ قال في مطلعها: يا فارج الهم والضيقات والكربه يا واحد(ن) ما وقفت إلا على بابه يا خالق الكون وابن آدم من التربه قد مسني الضر والرحمن بالجأ به حتى قال: وإن كان الأقدار لي بالموت يسر به الستر يا خالقي لبسني ثيابه آمنت بك وامتثل في ما أنت تأمر به حكمك علينا نسلم به ونرضى به بعد ذلك وجه عددا من النصائح لابنه الوحيد «يزيد» والبالغ من العمر سنتين ينصحه بطاعة الله وعزة النفس والإخلاص وقول الحق والصدق في القول والفعل وكذلك محبة جماعته وأبناء عمومته حيث قال: يزيد أبا أوصيك شل السيف والحربه على الشياطين بالطاعات وكتابه في عزة النفس تلقى العز والطربه ولسانك وقلبك بذكر الله أولى به خويك اخلص معه لا يوم تغدر به على الوفا في سنود وعد مرقابه الحق لا تجحده والصدق تجهر به لا تحسب حساب لوم وهرجة زلابه راعي المعرفه عليك بشوفه وقربه وعليك بالفايده لو كانت طلابه عمامك العز والنوماس تذكر به لو تقطع وصالهم ضاعت بك اللابه بالطيب في خالك وتقدير تنظر به والرجل ماله عن ربوعه ولا اقرابه هاذي وصية قبل الزاد والشربه على خطى محمد المرسول لأصحابه إلى ذلك، نعت الأوساط الشعرية الشعبية يوم أمس الأول الشاعر علي بن مسفر القحطاني «الضامي» أحد شعرائها الشباب والذي تنبأ له الكثير بمستقبل شعري واعد بعد أن داهمه المرض فجأة، وعلى الرغم من متابعة حالته الصحية في مستشفى التخصصي بالرياض لأكثر من شهرين، إلا أن الموت كان أسرع حيث خيم الحزن على عائلة آل مهمل التي أقامت مراسم العزاء في مدينة الرياض حيث توفي الفقيد، ونعاه عدد من الشعراء والأصدقاء عبر مرثيات وأبيات شعرية حزينة. «عكاظ» تواصلت مع شقيقه سلطان بن مسفر القحطاني الذي أكد أن شقيقه داهمه مرض قبل شهرين ورغم أنه كان يعاني منذ فترة مشكلات نفسية وأسرية بعد وفاة والدته منذ عام تقريبا، خصوصا أن ارتباطه بها كان وثيقا. وأكد عدد من الشعراء الشباب على أن الفقيد كان ينتظره مستقبل مشرق في الشعر الشعبي من خلال قصائده التي صدح بها في أكثر من مناسبة كما أنه قد صور عددا من تلك القصائد ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب. وأكد الشاعر فايز بن أحمد آل منصور أن الشاعر علي بن مسفر كان من الشعراء الشباب الذين وظفوا موهبتهم الشعرية في القضايا الاجتماعية والهموم الإنسانية ولكن قدرة الله سبقت كل شيء وعزاؤنا جميعا أنه كان مثالا للشاعر والإنسان النبيل في خلقه وصفاته كما أن قصائده قبل وفاته كانت شاهدة على ذلك وأتذكر إحداها عندما قال: ماهوب لازم ترفع الصوت وتنوح عند المصيبه وأنت مؤمن وعارف أصبر تحسب كلها لك وسط لوح حتى القدر وهو القدر فيه صارف الموت واحد وأنت مالك سوى روح بالسيف بفراشك أو بسيل جارف موتك حياتك عند رب بعث نوح تعددت الأسباب يا أهل المعارف سبحانك اللهم يا خالق الروح رضيت بأحكامك لو الموت شارف.