اعتاد المسؤولون الأمريكيون بعد خروجهم من مناصبهم الرسمية، الاعتكاف بعيدا عن ضجيج السياسة وكتابة المذكرات الشخصية من موقع عملهم السابق، حدث ذلك مع أكثر من مسؤول أبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في كتابه «حياتي» وكذلك وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت.. والقائمة تطول في هذا المجال.. واليوم يصدر وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس مذكراته في كتاب جديد استرق الأضواء في المكتبات الأمريكية. واحتل الشأن الأفغاني الأولوية في كتاب جيتس، كاشفا عن التوتر الذي اعترى العلاقة بين البيت الأبيض والبنتاغون حول التعامل الأمني في أفغانستان، والذي جعل العلاقات مثيرة للقلق على أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية، متهما الرئيس باراك أوباما وكبار مستشاريه المدنيين بعدم قناعتهم باستراتيجيتهم الخاصة لإدارة الحرب في أفغانستان. وأوضح جيتس في مذكراته إن سياسات أوباما تجاه كل من أفغانستانوالعراق أصبحت تحت المجهر، بعد رفض كرزاي توقيع اتفاق للاحتفاظ بوجود عسكري أمريكي بعد سحب الجزء الأكبر من القوات من العراق. وصف وزير الدفاع الامريكي السابق روبرت جيتس، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ب«العاق والبغيض». جيتس تحدث بكل وضوح بعد خروجه من منصب وزير الدفاع، واعترف أنه لم يكن مرتاحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويروي في مذكراته أنه من اللحظة الأولى التي تعرف فيها على هذا الرجل، تأذى كثيرا من «سطحيته ومن انتقاداته التي وجهها لسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، فضلا عن التبجح والتعجرف الذي لا حدود له». ويرى أن نتانياهو «حتى في السنوات الأخيرة كان عاقا وبغيضا ولم يقدر كل ما فعلته إدارة الرئيس باراك أوباما من أجل إسرائيل». ويعتبر جيتس (25 سبتمبر 1943)، الذي تسلم منصب وزير الدفاع الأمريكي من العام 2006 حتى 2011 من أكثر العسكريين الذين انغمسوا في الشأن الأفغاني. وعمل مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية وذلك بالفترة من 1991 إلى 1993، وكان قد بدأ عمله فيها بعام 1966، وفي عام 1986 كان نائبا لمدير وكالة الاستخبارات المركزية وذلك إلى عام 1989 عندما عين نائبا لمستشار الأمن القومي. وعمل في عهد الرئيس جورج دبليو بوش مديرا لوكالة المخابرات المركزية، وبعدها ترك الوكالة وعمل مديرا لجامعة تكساس إي آند أم.