شغل وزيرالدفاع الأمريكي رقم 22 وأحد الأسماء البارزة على الساحة روبرت جيتس عدة مناصب سياسية وأمنية مهمة، وله سجل حافل في تاريخ الاستخبارات الأمريكية التي خدم فيها 26 عاما قبل أن يتولى وزارة الدفاع تحت إدارة كل من الرئيس السابق جورج بوش، والرئيس الحالي باراك أوباما. وهي الوزارة الاتحادية المكلفة بالتنسيق والإشراف على كل وكالات ووظائف الحكومة المتعلقة مباشرة بالأمن القومي والجيش. وتضم ثلاثة مكونات رئيسة هي: الجيش، والبحرية، والقوة الجوية، كما تضم عدة وكالات منها منظمة الدفاع الصاروخي الباليستي، ومشاريع البحوث المتقدمة للدفاع، والاستخبارات العسكرية، ووكالة الأمن القومي. يتمتع جيتس بخبرة واسعة في المجال السياسي والأمني بحكم أنه رجل استخبارات محنك. وكان مستشارا مقربا من الرئيسين رونالد ريجان وبوش الأب. وقد كان للصفات العديدة التي يتمتع بها، بالإضافة إلى الثقة التي منحه إياها أعضاء الحزبين الجمهوري والديموقراطي، دور أساسي في اعتلائه العديد من المناصب ذات الطبيعة الأمنية، وذلك في ظل إدارة العديد من الرؤساء. وبعد تاريخ طويل من العمل في الاستخبارات الأمريكية عاصر خلالها إدارات ستة رؤساء أمريكيين، غادر جيتس منصبه ليتولى عمادة كلية الحكم والخدمة العامة بجامعة تكساس بداية من عام 1999، ثم أصبح رئيسا للجامعة في عام 2002. وذلك قبل أن يتم اختياره ليكون أحد أعضاء فريق «تقييم الأوضاع في العراق» برئاسة وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر. وفي ديسمبر 2006 جاء روبرت جيتس ليخلف دونالد رامسفيلد بوزارة الدفاع في إدارة جورج بوش، وذلك أملا في إنعاش السياسة الأمريكية المتداعية في العراق. وقال عنه بوش مفسرا تعيينه في هذا المنصب: « يعتبر قوة تغيير وقائدا صلبا سيقوم بإجراء إصلاحات ضرورية في العراق وفي أي مكان آخر». وحلل الخبراء تعيين جيتس في هذه المهمة بأن الرئيس الأمريكي السابق بوش نظر لجيتس باعتباره أحد أعضاء الفريق الذي قاد بنجاح حرب الخليج عام 1991 لتحرير الكويت، وكان حينها مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية أثناء رئاسة جورج بوش الأب. واستمر جيتس في منصبه وزيرا للدفاع أيضا في ظل إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما. وفي يوم التنصيب التاريخي الذي تأهبت فيه أمريكا والعالم أجمع لاستقبال أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، كان جيتس متغيبا عن هذا الحدث وجالسا في مكان سري في حالة تأهب لتولي المهام الرئاسية في حالة حدوث أي هجوم. وكاد تورطه في فضيحة «إيران كونترا» الشهيرة في الثمانينات أن يقضي عليه نظرا إلى التحفظ الذي بدأ يظهره بعض أعضاء مجلس الشيوخ عند ترشيحه لأي منصب. وفي الفترة التي وقعت فيها الفضيحة، كان جيتس يعمل نائبا لمدير الاستخبارات المركزية أثناء إدارة الرئيس رونالد ريجان. وكانت الفضيحة عبارة عن مخطط سري لبيع أسلحة أمريكية لإيران واستخدام الأموال الناتجة عن الصفقة في تمويل حركات «الكونترا» المناهضة للنظام الشيوعي في نيكاراجوا. وألقت هذه الفضيحة بظلالها بشكل أو بآخر على المستقبل العملي لجيتس الذي تعرض للتوتر وخضع لتحقيقات مطولة. وحصل جيتس على بعض الأوسمة والجوائز في مجال الاستخبارات والخدمات الفيدرالية، كما حصل على وسام الأمن القومي، ووسام المواطنين الرئاسيين. واختارته مجلة «تايم» الأمريكية واحدا من أكثر الشخصيات تأثيرا خلال عام 2007. ثم اختارته مجلة «أخبار أمريكا وتقارير العالم» في عام 2008 أفضل قائد أمريكي. وحصل على الدكتوراه الفخرية من كلية ويليام أند ماري، وجائزة جورج بوش 2007.