لم يسلم ذوو الاحتياجات الخاصة من معاناة الضمان الاجتماعي، في وقت بات البعض منهم لا يعرف دور الضمان في تخفيف العبء على كاهلهم، مؤكدين أنه بعيد عن واقع الروتين وبيروقراطية الإجراءات، لا يصلون إلى النتيجة المطلوبة سواء في الدعم أو توفير ما يريدون من أجهزة ومعدات وفي مقدمتها سيارات المعوقين التي تم التوجيه حيالها بالصرف. ويصر البعض على أن طوابير انتظار صرف المركبات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة خير دليل على معاناتهم المستمرة من عدم الاهتمام، سواء بسرعة الإجراءات أو توفير الموظفين المناسبين لهذا الدور، ناهيك عن شكاوى تدني مبالغ المخصصات المالية لهذه الفئة وتأخر استلامها والتعقيد في إجراءات التسجيل خاصة في ظل النقص في كوادر بعض الفروع. فيما يرى البعض الآخر أنهم لا يستطيعون التعرف على دور الضمان الاجتماعي في المساهمة في تفعيل برامج العمل عن بعد، وبرامج الأسر المنتجة، ومساهمته في توفير الفرص الوظيفية للأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة وأفراد الأسر الفقيرة، والبحث عن المحتاجين ممن يمنعهم التعفف عن طرق أبواب الضمان. في تبوك يعتقد الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة أنهم يعانون كثيرا من طول الانتظار لإنهاء المعاملات، خاصة صرف المركبات المخصصة لهم، فالطوابير في التأهيل الشامل ممتدة، ولا يراعي أحد أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. وذكر فيصل الخيبري الذي يعاني من شلل نصفي أنه يتردد على الجهات المختصة منذ أكثر من سنة ونصف السنة للحصول على سيارة مخصصة للمعوقين دون جدوى، لافتا إلى أن الكرسي المتحرك أصابه بتقرحات، مبينا أن راتبه التقاعدي 1900 ريال يتبقى منه 700 ريال بعد سداد أجرة البيت الشهرية التي تقدر بنحو 1200 ريال، ولم يتمكن من الحصول على الضمان بدعوى زيادة الدخل. وأشار أحمد العطوي إلى أنه قد تقدّم منذ حوالي عام للحصول على السيارة الخاصة بالمعوقين؛ نظرا لكونه أبا لابنتين معوقتين في تبوك إلا أنه عجز عن الحصول عليها ومازال ينتظر، بعد أن أبلغته الشؤون الاجتماعية بأن سبب التأخير يعود لعدم التزام «المورِّد» بتوفير عدد السيارات المطلوب في الموعد المحدد -بحسب العقد المبرم مع الوزارة في هذا الشأن. وأضاف العطوي، أنه يعاني من نقل ابنتيه فاطمة (14عاما) وغادة (18 عاما)؛ بسبب إعاقتهما المتمثلة في فقدان القدرة على النطق والحركة؛ نتيجة إصابتهما بالشلل منذ الطفولة، موضحا أن ابنته «غادة» تعاني من تخلف عقلي وضمور في المخ وثقب في القلب، بينما تعاني أختها «فاطمة» من خلع في الأرجل وضمور شديد في المخ إضافة إلى تشنجات وصرع، مشيرا إلى أنه تقدّم إلى مركز التأهيل الشامل بتبوك عام 1433 بطلب سيارة؛ ليتمكن من نقل ابنتيه المعوقتين، وتمت الموافقة سريعا على طلبه، إلا أنه فوجئ بعدم صرف السيارة له، رغم مرور هذا الوقت. تأخر الصرف ويوضح محمد موسى علي أحمد، أن المعاناة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة تتمثل في عدم توفر مواقف المعوقين في عسير، وتأخر في الصرف، وقال: اتسلم 900 ريال شهريا ولا تكفيني نهائيا، ولدي معاملة حيث إنني راجعت في المقطوع والدائم وأعطيت موعدا في شهر ربيع أول عام 1435ه، وأنا من سكان ذرة وأجد الصعوبة في الوصول إلى هنا والعودة مجددا. وأشار سعد أحمد موسى عسيري الذي يرافق والدته، أنها تستحق مبلغ 862 ريالا، وقد راجع للحصول على مشهد لاستقدام خادمة وأحالوه للشؤون الاجتماعية، والتي بدورها طلبت منها مراجعة الضمان النسائي، وقال: والدتي كفيفة ومقعدة وطاعنة في السن وتبلغ من العمر 120 عاما، فكيف يليق بهم أن يطالبوها بالكثير من الأوراق والمفترض أن تكون إلكترونية لتنتهي المعاملة بلا عناء خاصة لكبار السن والمقعدين والمعوقين. وأبدى إسماعيل علي القحطاني «مقعد» استياءه من اضطراره للحضور على كرسيه المتحرك، لتجديد البطاقة، معبرا عن شكواه من الروتين المتعب وخاصة أنه لا يستطيع التنقل، مستغربا من عدم استبدال البطاقة آليا، والاتصال للحضور لاستلامها بدلا من المراجعة لغرض تجديدها لعدة مرات مع مراعاة أننا فئة احتياجات خاصة. وترى أم ريان أن المشكلة في المعونة الشهرية التي لا تكفي متطلبات الأسرة في الوقت الراهن في ظل أعباء الحياة وغلاء الأسعار وندرة البدائل التي تساعد على تأمين مصدر دخل إضافي. ويشير حسين محمد الوائلي إلى أن هناك مشكلة في عدم توفير مواقف أمام مقر الضمان في أبها، كما أنه يجب أن يكون هناك تساهل في استحقاقات الضمان، مبينا أن والده لا يستفيد من الضمان لأن راتبه 1762 ريالا، وهي بالطبع لا تكفي احتياجات المنزل، لكنهم يصرون على أنه لا يستحق، وقد راجعت له أكثر من مرتين وأخبروني أنه يجب أن استوفي بعض الشروط التعقيدية، وقد طلبوا مني أن أحضر تقريرا طبيا عن حالتي. ويشكو حاسن محمد من سوء معاملة الموظفين، واصفا الأمر بأنه: لم يتبق إلا قليل ويخرج بعض الموظفين من الشباك على المراجع. معاملة حسنة من جانبه أشهر مدير عام الضمان الاجتماعي بمنطقة عسير عبدالحكيم جبران الشهراني، شهادة شكر وتقدير من إحدى المستفيدات تحولت من مستفيدة إلى منتجة وأصبح دخلها يكفيها ويزيد، ودافع عن إدارته مؤكدا أنه ليس لنا مصالح في تكريس أسلوب غير مناسب مع المراجعين، فالجميع يخضعون للنظام. نافيا وجود تعقيدات في التعامل مع المراجعين، إضافة إلى أن مكاتب الضمان الاجتماعي في منطقة عسير تستخدم نظام الحاسب الآلي في جميع تعاملاتها مع استخدام نظام التعرف الآلي للمستفيدين من خدمات الضمان من أجل تسريع عمليات البحث وقيد الطلبات وصرف الاستحقاقات للمستفيدين. وبين أنه بالنسبة للمعوقين وكبار السن والمرضى ومن لا يستطيع الوصول للمكاتب فإننا نحقق شعارنا بالوصول لهم ميدانياً وإيصال كافة خدماتنا لهم بالبحث والصرف وفرق العمل الميداني لا تتوقف بهذا الشأن. وأوضح الشهراني، أنه يوجد في المنطقة 15 فرعا للضمان الاجتماعي، إضافة إلى فرع للضمان الاجتماعي النسوي بمدينة أبها والذي يدار من قبل نخبة من الكوادر النسائية المدربة على خدمة المستفيدات. وقال: إن برامج متعددة من المساعدات تقدم للمستفيدين تتمثل في تسديد فواتير الكهرباء، وبرامج الفرش والتأثيث وبرامج الدعم الغذائي وبرنامج الحقيبة المدرسية وبطاقة الشراء المخفض والدعم التكميلي والمشاريع الإنتاجية والفرش والتأثيث وترميم المنازل. وأكد الشهراني أنه من واقع الخبرة الإدارية أن المدير الناجح يستطيع أن يحول الموظف السلبي إلى موظف ناجح ومنتج وقادر على العطاء، ولدي مع موظفي الضمان الاجتماعي بعسير لقاء كل أربعاء بعد الظهر أخصصه لنصحهم للتعامل مع المراجعين بكل رقي وأن هذا حق له علينا، وهناك برنامج تدريبي يلحق الموظفين بالضمان باستمرار لتدريبهم ورفع مستوى كفاءتهم الإدارية والتعاملية، مشيرا إلى أنه تم صرف مبلغ ملياري ريال لمستفيدي الضمان في فروع عسير للعام 1433ه.