تتنوع معاناة المواطنين والمواطنات في الإستفادة من مساعدات الضمان الاجتماعي، من عدم التنظيم إلى تأخير المعاملات وطول الإجراءات وسوء المعاملة في كثير من الأحيان. «عكاظ» جالت على مكاتب الضمان للاستماع لآراء المستفيدين والمستفيدات من خدماتها، وخرجت بحصيلة الآراء التالية: في عسير قالت المواطنة (م. م. ش): إن سبب عدم ذهابها للضمان الاجتماعي هو التعفف، رغم أن تقاعد زوجها لا يكفي لمتطلبات أبنائها. وذكر المواطن أحمد عسيري أن سبب عدم ذهابه للضمان الاجتماعي هو تحديث بياناته في ظل انشغال أبنائه بوظائفهم. وأكد مصدر بضمان عسير أن الضمان يسعى لتسهيل إضافة بيانات المتقدمين على برنامجه عبر البرنامج الإلكتروني الذي يربطه بإدارة الأحوال المدنية والمؤسسة العامة للتقاعد. وفي جازان قال المراجع محمد صديق إنه يعول عائلة مكونة من 11 شخصا براتب 2300 ريال، وإنه يقطع مسافة 40 كيلو أسبوعيا لمراجعة مكتب الضمان في جازان، في حين يصرف له (120) ريالا في كل فصل دراسي وهو مبلغ لايكفي لمتطلبات أبنائه الدراسية من ملابس وأدوات ومصروف مدرسي. وقال الطالب سالم أحمد: إن مبلغ ال (120) الذي يقدمه الضمان الاجتماعي لا يكفي لثوب واحد. من جهته أكد مدير عام الضمان الاجتماعي بجازان بالنيابة سامي حملي أن بعض المستفيدين يجهلون بعض الضوابط والتعليمات الخاصة بالضمان الاجتماعي، وفي حالة الازدحام الشديد يعاني المبنى من عدم استيعاب المراجعين والمستفيدين. وفي الرياض تقول شمس محوري (أرملة): إنها تفاجأت بأن المبلغ المخصص لها ولبناتها وولدها قد انخفض من 32 ألفا إلى 14 ألفا وبمراجعتها الضمان قالوا لها إن إحدى بناتها تزوجت فسقط عنها الضمان. ويروي عبدالله القحطاني (متقاعد): أتقاضى كراتب تقاعد من التأمينات مبلغ 2026 ريالا فقط، ولدي ابني مازال يدرس وتم إسقاطه من الضمان لأنني أتقاضى راتبا تقاعديا بأكثر من ألفي ريال. مدير الضمان الاجتماعي في الرياض عبدالسلام الحجيلان رفض الحديث محيلا القضايا إلى وزارة الشؤون الاجتماعية. وفي مكةالمكرمة عبر عدد من المراجعين عن استيائهم من كثرة المواعيد والتأجيلات، يقول العم غازي نتو: إنه ظل يراجع مكتب الضمان الاجتماعي النسوي بوالدته البالغة من العمر 80 عاما منذ أسبوع لتحديث بياناتها وإلى الآن لم تستلم المكافأة المقطوعة. وقال المواطن عبدالله العمري: إن والدته تعاني من أمراض مزمنة، ولا تستطيع مراجعة مكتب الضمان النسوي، مشيرا إلى أنه ظل يراجع منذ 60 يوما لإكمال ملف والدته للحصول على المكافأة المقطوعة. وتروي أم عبدالله أنها لخمسة أيام وهي تراجع لإكمال ملفها للحصول على نفس المكافأة. واستغرب محسن العتيبي من الخصم الذي يجري من قبل الضمان الاجتماعي إذا كان هذا المتقدم متقاعدا. إلى ذلك أوضح مصدر مسؤول في الضمان الاجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة أن هناك برامج يقدمها مكتب الضمان الاجتماعي النسوي، لذا يطلب عددا من الأوراق من ضمنها فاتورة الكهرباء وغيرها من الأوراق حتى يستفيد المواطن من جميع البرامج، فيما تدرس وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في الضمان الاجتماعي في العاصمة المقدسة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة كأمانة العاصمة المقدسة مشروع إيجاد سوق دائم للأسرة المنتجة المستفيدة من خدمات الضمان الاجتماعي لتسويق منتجاتهم الحرفية. وقالت مديرة مكتب الضمان الاجتماعي النسوي بمكةالمكرمة فاطمة بنت عبدالرحمن القرني إن الدراسة تأتي لتمكين الأسر المنتجة من إيجاد منافذ تسويق دائمة تحقق تسويق منتجاتهم في السوق الاقتصادي المحلي. وأكدت أن هذا التوجه يأتي انطلاقا مما تمثله الأسر المنتجة من قوة اقتصادية تساهم في دفع عجلة التنمية ومساعدة الأسر المستفيدة من خدمات الضمان الاجتماعي في تحسين دخلهم الشهري، وقالت إن مكتب الضمان النسوي بمكةالمكرمة يحتضن 51 أسرة منتجة، ويقدم لها دعما يتراوح بين 10 آلاف إلى 30 ألفا حسب المشروع الذي تقدمه الأسرة. وفي أملج التابعة لمدينة تبوك أجمع عدد من المراجعين على تكدس طوابير الانتظار، حيث يناشد خالد الجهني ومحمد البلوي الجهات المعنية بتوسيع شريحة المستفيدين لتشمل العاطلين عن العمل، فيما يناشد مسعد المرواني بأن تكون لجان ميدانية تجوب القرى والهجر للبحث عن المتعففين ومد يد المساعدة لهم. واشتكى محمد الجهني من تكدس المعاملات في ضمان محافظة أملج وطوابير الانتظار الطويلة، مشيرا إلى أنه ظل لأكثر من شهر من المراجعات دون أن يتم تخليص معاملته. وفي تبوك أجمع سعيد الزهراني وماهر العنزي على أن راتب الضمان لم يعد يكفي لتوفير لقمة العيش. وأوضح مدير مكتب ضمان أملج حامد الصيدلاني أن تخليص المعاملات يتم وفق آلية معينة، نافيا أن يكون هناك أي تكدس للمعاملات أو طوابير الانتظار. وفي حائل هناك من يقطع المئات من الكيلومترات من مراجعي مكتب الضمان الاجتماعي لإنهاء إجراءاتهم. نواف الشمري أشار للانتظار الطويل للإعانات المقطوعة. وذكر محمد الشريهي وخالد الحربي أنه يجب فتح فروع في العديد من المحافظات بدلا من عناء المواطنين بسبب المسافات المتباعدة التي تصل إلى 200 كيلو. في المقابل ذكر مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الاجتماعية أن الوزارة تقوم بجولات للبحث عمن هم بحاجة للاستفادة من مساعدات الضمان في جميع المحافظات والقرى والهجر في جميع المناطق.