* أعيش هذه الأيام حالة من الاكتئاب الشديد والانطواء، فنظرتي للحياة أصبحت سوداوية، تركت وظيفتي واعتزلت الناس، وأواجه ضغوطا أسرية، ماذا أفعل لأتجنب هذه المشاعر السوداوية وأعيش حياتي بنظرة أمل وتفاؤل؟ نورة عبدالله (تبوك) بعرض معاناتك يا أخت نورة على المستشار الأسري البروفيسور محمود محمد كسناوي بجامعة أم القرى قال: تعتبر مشاعر الحزن من الأحاسيس العادية التي يعاني منها كل شخص لدرجة معينة في حياته، أما الاكتئاب فهو حالة نفسية تشتد فيها الأحاسيس بحيث تؤثر سلبا في النشاطات اليومية، ويصيب الاكتئاب النساء ضعف الرجال، وغالبا ما يزول الاكتئاب البسيط تلقائيا بعلاج المسببات، لكنه في حالات أخرى قد يتطلب دعما ومساعدة متخصصة، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من كآبة شديدة إلى التشخيص الطبي الدقيق. والاكتئاب ليس اضطرابا نفسيا واحدا، ولكنه يشمل اضطرابات نفسية متعددة تجمعها بعض الصفات والمميزات، وتختلف في حدتها وأعراضها واستجابتها للعلاج حسب نوعها، ولا يوجد سبب محدد واحد يفسر حدوث الاكتئاب، وفي الغالب فهو نتاج تفاعل من العوامل البيئية والاستعداد الشخصي للفرد (العوامل الوراثية)، أما علاج الاكتئاب فيعتمد على تشخيص الحالة، وفي كثير من الأحيان يصف الأطباء مضادات الاكتئاب. وخير ما أنصحك به، هو معالجة كل أوجه السلبيات إن وجدت في حياتك، وجعل نظرتك للحياة مشرقة ومفعمة بالأمل والتفاؤل، حيث يتضح من قصتك أن الاكتئاب الذي تعانين منه بسيط، وغالبا نتيجة ظروف اجتماعية أو أسرية وبالتالي لا تستوجب التدخل الدوائي، كما أنصحك بشغل أوقات فراغك في أمور إيجابية ومنتجة بعيدا عن الانطواء، بجانب ذلك أنصحك بزيارة صديقاتك والخروج من دائرة العزلة التي تزيد من حالتك، وقبل كل ذلك الحرص على تقوية إيمانك بالله وبكتابه الكريم، فأداء الصلاة في أوقاتها وقراءة القرآن والأدعية، كل هذه الأمور تعزز الروحانية وتجعل الإنسان بعيدا عن القلق والتوتر والاكتئاب.