أكد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وفي اتصال مع «عكاظ» من لاهاي أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي عقدت أولى جلساتها أمس في «لاهاي» تعتبر فرصة تاريخية لتأكيد العدالة وعدم الإفلات من العقاب. وشدد مكاري على قناعته بأن المجرم الحقيقي وراء الاغتيالات السياسية التي حصلت منذ عشرات السنوات هو سوريا وحزب الله. وأمل في أن تتمكن المحكمة من التوصل إلى الحقيقة المثبتة بالقرائن ومحاسبة المجرمين. وكانت الجلسة الأولى للمحكمة الدولية عقدت أمس جلستها الأولى في لاهاي بعد تسع سنوات على ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 فبراير 2005 ببيروت، برئاسة القاضي الأسترالي ديفيد راي وبحضور حشد سياسي وقضائي وأهالي المتضررين من العملية الإرهابية يتقدمهم رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري. وشهدت تلاوة الادعاء العام للقرار الاتهامي بتفصيله مشددا على أن الادعاء سيستدعي مئات الشهود لتثبيت كافة البيانات الواردة والتي تؤكد تورط المتهمين الواردة أسماؤهم في القرار الاتهامي. وأشار المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان نورمان فاريل إلى أنه «ما من أحد لم يتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالانفجار الذي استهدف رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري»، لافتا إلى أن «هذا الاعتداء استحوذ على اهتمام العالم بكامله». وشدد في كلمة له خلال انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، على أنه «من حق الشعب اللبناني معرفة الحقيقة ومعرفة هوية المجرمين الذين نفذوا هذه الجريمة». ولفت فاريل إلى أنه رغم جهود المرتكبين لإخفاء تورطهم في هذه الجريمة إلا أن الحقيقة لا تحتجب، موضحا أن المتهمين سليم عياش ومصطفى بدر الدين مع آخرين أعدوا ونفذوا هذا التفجير، مشيرا إلى أن هناك جهات داخلية وخارجية خططت لاغتيال الحريري. وأوضح فاريل أن الحريري وضع تحت مراقبة المجرمين قبل اغتياله ب3 أشهر. استغرب سعد الحريري أن في صفوف اللبنانيين من يمكن أن يبيع نفسه للشيطان وأن يتطوع لقتل رفيق الحريري. وقال أمس «هالنا بالتأكيد أن تكون هناك مجموعة لبنانية موضع اتهام» مشيرا إلى أن «هذه الحقيقة جارحة وموجعة ولكنها باتت حقيقة لا تنفع محاولات التهرب من العدالة والمكابرة في إيواء المتهمين وحمايتهم، لكنهم أبرياء حتى تثبت إدانتهم، وهذا ما نريده، نحن نريد العدالة لا الانتقام». وأضاف أن «المحكمة الدولية لأجل لبنان انطلقت ومسار العدالة لن يتوقف ولا جدوى بعد اليوم من أي محاولة لتعطيل هذا المسار». ولفت إلى أنه «وما كنا نتصور أن في صفوف اللبنانيين من يمكن أن يبيع نفسه للشيطان وأن يتطوع لقتل رفيق الحريري»، ورأى أن «جريمة اغتيال الرئيس ورفاقه والاغتيال السياسي في لبنان أسهمت في تخريب الحياة الوطنية في بلادنا وبقيت لسنوات طويلة مجهولة الفاعلين والمخططين والمنفذين».