أعرب فضيلة مفتي مصر وأحد ممثلي الأزهر في لجنة الخمسين لإعداد الدستور الدكتور شوقي علام عن رفضه الشديد للأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن وتسعى لزعزعة استقراره وأمنه، مشددا في حوار أجرته معه «عكاظ» على أن هذه الأعمال الغادرة ينبذها الإسلام ويحرمها، بل ويعتبرها إفسادا في الأرض وقتل للنفس بغير الحق، كما أكد أن مواد الدستور الجديد تحافظ على الهوية الإسلامية وثوابت الشريعة الإسلامية. وسألنا فضيلته كيف رأى على مر الأيام الأخيرة العمليات الإرهابية التي ارتكبتها جماعات الإخوان والجماعات المتطرفة، وقال: في البداية أود أن أؤكد أن العمليات الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن والمواطنين وتبث الرعب في نفوس الناس هي محاربة لله تعالى ورسوله، وأن من يتم قتله من منفذي عمليات الغدر والإرهاب هذه، فهو معتد آثم بعيد كل البعد عن الشهادة، بينما من قتل وهو يدافع عن وطنه أو نفسه أو عرضه أو ماله فهو شهيد، كما أخبرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومثل هذه العمليات الإرهابية الغادرة ينبذها الإسلام ويحرمها تحريما قطعيا، والشريعة الإسلامية ترفض رفضا قاطعا ترويع الآمنين والاعتداء عليهم دون وجه حق أو حمل السلاح وترويع المواطنين، بل وتعتبرها إفسادا في الأرض وقتل للأنفس بغير وجه حق. وتابع: حادث تفجير مديرية أمن المنصورة عمل إرهابي وإجرامي آثم، يتطلب منا جميعا اتخاذ موقف صارم ضد هذا الإرهاب الأسود الذي يطل برأسه في بلدنا الآمن، وأدعو الشعب المصري بكل أفراده ومؤسساته وأطيافه أن يتكاتفوا ويتوحدوا جميعا وأن يهبوا لمكافحة هذا الإرهاب الأسود الذي يهدد أمن مصر واستقرارها. وسألناه: بصفتكم مثلتم الأزهر الشريف في لجنة الخمسين لتعديل الدستور، كيف ترون المنتج النهائي إجمالا؟ فقال: المواد التي تم وضعها في مشروع الدستور الجديد جاءت بعد مناقشة وتباحث كبير وطويل، وعبرت عن رأي جميع الطوائف والفئات في المجتمع المصري بداية من الأطفال حتى المسنين والمعاقين، وكانت هناك الكثير من المناقشات الساخنة وبعض الخلافات خلال عمل لجنة الخمسين لتعديل الدستور، ولكن في النهاية استطعنا الوصول إلى التوافق في كافة المواد الخلافية، وأرى أن المنتج النهائي للدستور جيد جدا وأنه استطاع التعبير عن متطلبات كافة فئات وأطياف الشعب المصري. وسألناه عما يروجه البعض من أن الدستور يصادر الإسلام ويقصي الإسلاميين فقال: إطلاقا.. لأن الدستور الجديد يحافظ على الهوية الإسلامية لمصر، ولا يمكن تفسير أي مادة من مواد الدستور إلا في ضوء الشريعة الإسلامية، وهو ما أكد عليه ممثلو الأزهر الشريف مرارا وتكرارا خلال المناقشات وفي مضابط الجلسات التي شهدتها لجنة الخمسين لتعديل الدستور. وأضاف: ما يميز دستور 2013 أنه يعبر عن كافة أطياف الشعب المصري، كما أنه أعطى حقوقا كثيرة للطوائف التي كانت مهمشة في مصر، وأن إقرار الدستور من قبل الشعب المصري سوف يحقق الاستقرار للبلاد، والدستور بحالته الحالية أو ما انتهينا إليه يدل على جهد كبير بذل من أجل أن يخرج بهذه الصورة المشرفة، والتي ستكون مرضية إن شاء الله للشعب المصري، فلقد حرص القائمون على الدستور أن يذيبوا كل ألوان الخلاف فيما بينهم للوصول إلى حالة توافقية مرضية للجميع. وتابع قائلا: واجبي هنا أن أدعو المواطنين إلى ضرورة المشاركة الإيجابية وقراءة الدستور جيدا، ودار الإفتاء كمؤسسة لا توجه الرأي العام تجاه التصويت سواء ب«نعم» أو «لا»، بل كررت مرارا أنه يجب على المواطن أن يكون رأيه بنفسه وأن يعلي مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية، وأن المشاركة الفعالة في كافة الاستحقاقات الديمقراطية واجب وطني على جميع المصريين. وسألناه: لكن الإخوان وحلفاءهم يقولون إن مقاطعة الاستفتاء على الدستور أو التصويت ب«لا» واجب شرعي فما تعليقكم.. فقال: أرد عليها بأن مشاركة المواطنين في الاستفتاء على الدستور واجب وطني حتى تمر الدولة من المرحلة الحرجة التي تواجهها في الوقت الراهن، ونستطيع تحقيق أولى خطوات «خارطة الطريق»، وأرى أن إقرار الدستور الجديد يحقق الاستقرار لمصر.