أهدى الشاعر البحريني علي الشرقاوي جدة قصيدة شعرية خاطب فيها الحضور البارحة أثناء الاحتفاء بمشواره في اثنينية عبدالمقصود خوجة، كان مطلعها: جدة يا لهفة بحر للفرحة يا جده... أنت كلام الضوى في لهوه أو جده.. ثم تحدث عما اسماه بالتجربة الرابعة في مراحل مشواره مع الشعر والأدب التي يعيشها اليوم، قائلا: «هي الشعر الذي اكتبه برؤية ومهمة إنسانية وسأواصل إلى أن أموت»، وأضاف «ادري أن ليس هناك ما يستحق أن اغضب منه في مشوار حياتي، فلحظة الكتابة عندي أهم من الكتابة نفسها»، وزاد هذه المرحلة «التجربة الرابعة» علمت منها أنني لا استطيع أن اكره، اهدي حبي لكل الناس باختلاف عقائدهم وأجناسهم وألوانهم، فكل الناس عظماء. وتحدث عن مولده ونشأته، وقال: «أنا من مواليد النكبة، وتعلمنا ونحن أطفال في الخمسينيات أن نشرب من هذه الأوضاع السياسية بدايات الحس الوطني فكانت أغاني وأناشيد الأطفال، هذا الحس الوطني أوصلنا إلى اكبر من ذلك اكبر مما كنا نحلم»، وأضاف «الشاعر السعودي ناصر بوحيمد كان سببا في عشقي ودخولي بحر وخليج الشعر» وأشار في لمحة غير مباشرة إلى تكريم بوحيمد الذي لازال يعيش بين البحرين والمملكة وألمانيا. وبين الشرقاوي أن تجارب حياة مثل قصيدة «رؤيا الفتوح»، وقال: «الرؤيا هنا عندي رمز والفتوح رمز» ، وأضاف «القصيدة الجديدة تحتاج إلى ناقد جديد وفكر جديد يتعامل معها»، كان ذلك ردا على سؤال وجه إليه عن ضعف حركة النقد في البحرين. وفي بداية الأمسية تحدث راعي الاثنينية عبدالمقصود خوجة عن الشعر في داخل علي الشرقاوي وعن الغوص واللؤلؤ والصيد عند المبدعين كما عرج على جوانب الشعر العائلية لدى أسرة الشرقاوي (زوجته فتحية عجلان، وابنته في الشرقاوي)، مبينا أن الشرقاوي من مواليد عام النكبة 1948 الأمر الذي احدث الكثير من المفارقات في دواخله كشاعر وكوطني صاحب حس وطني عال، وقال: «الشرقاوي المنحاز للأمكنة والناس والأرض هو المسافر بين بحرين بحر القصيدة المغامرة والقصيدة المغايرة وبحر المسافات والنهايات» واختتم قوله «أحببته شاعرا وصديقا». بعد ذلك تحدث الزميل احمد عائل فقيهي عن المجموعات الشعرية للشرقاوي وتحديدا «الرعد في مواسم القحط»، «نخلة القلب»، و «مشاعل النورس الصغير»، وغيرها، ثم تحدثت الأديبة والشاعرة بديعة كشغري عن علاقتها بالشرقاوي صديقا وأديبا من خلال مكتبة «نون» وهي المشروع الأدبي والثقافي الذي كان بدأه الشرقاوي، مبينة أن قدميها أخذتاها إلى مشروعه هذا في البحرين أثناء عملها وإقامتها في المنطقة الشرقية. ثم تداولت الأسئلة والمداخلات من الحضور بتنسيق بين مذيعي الاثنينية محسن العتيبي ونازك الإمام.