رحيل مرير وفراغ صعب على أهالي الطندباوي بعدما قضوا أكثر من 80 عاما في الحي القريب من الحرم المكي الشريف لكنهم امتثلوا إلى برامج آليات تطوير المناطق العشوائية في مكةالمكرمة وشدوا الرحيل إلى ضواحي مكةالمكرمة لكي يستقروا في موقع جديد . وفي هذا السياق يقول المربي عبدالله هارون: ولدت في الحي وأسرتي تسكن في الحي منذ مئات السنين وكل أيام حياتنا في الطندباوي ونحن الآن نلبي نداء الوطن بتطوير المنطقة للأفضل وسوف نغادر الحي ونترك الماضي وزمن الطفولة . من جهته أوضح عمدة حي الطندباوي نايف صالح الخزاعي أن حي الطندباوي العريق في مكةالمكرمة الذي أزيل نصفه بعد أن كان يموج بالحياة «هو الحي الذي ولدت وترعرعت في كنفه ولم أغادره لكون غالبية أقاربي كانوا من قاطنيه، وأيضا لكون هذا الحي من أعرق أحياء العاصمة المقدسة ومن الأحياء التي كتب أهلها أو بعضهم سطورا مضيئة في تاريخ الطندباوي وشارع جرهم فبعضهم قضى 76 عاما في الحي وعيونه تسكب العبرات ولسان حالهم يقول كيف نترك الماضي». يشار إلى أن معظم أهالي الأحياء الجديدة التي نشأت في مكةالمكرمة سبق أن اقاموا في الحواري التي تحمل عبق الذكرى وتظل الذكريات ثمينة وعزيزة لدى هؤلاء لأنها تمثل مرحلة عمرية لهم أو لآبائهم وأجدادهم. ومن سكان الطندباوي القدامى الشيخ محمد بن عبدالكريم نصيب المغربي الذي كان يعمل في مستشفى أجياد في ذلك الزمن عاش وتربى في الطندباوي كانت أجمل ايام عمره قضاها في الحي بين أهله وجيرانه وزملائه لكن لا بد من يوم للفراق وترك الماضي وهذه هي سنة الحياة.