يحتفظ سكان حي الطندباوي بمكةالمكرمة بعلاقة عشق حميمة للنجم الجماهيري محمد نور حيث أبصر النور بينهم قبل ما يربو على ثلاثين عاما، إذ شهدت أزقته ميلاد موهبته ونبوغ نجوميته التي سطعت في سماء الاتحاد عندما أينعت وبلغت ذروتها وهو يطوق عنقه بالذهب القاري والمحلي، وبينما ثارت ثائرة غضب عشاق العميد على قرار الإدارة الأخير بإبعاده ثم توقيع المخالصة معه، يصر سكان الحي على أن ابنهم النجم سيظل كذلك وإن قست عليه الأيام وخذله الآخرون. بعد ساعات فقط من طي علاقة النجم بالنادي الغربي لاعبا، تجولت «عكاظ» في الحي الذي ترعرع ونشأ فيه ويحمل له تقديرا خاصا، والتقت عددا من جيران الأمس للوقوف على تاريخه وموهبته وبدايته وموقفهم من المصير الذي آل إليه.لاعبا: يروي أحدهم علاقته بوالد النجم محمد نور فيقول أذكره عندما تزوج وأذكر ميلاد نور جيدا وقد كان منذ صغره محبوبا من الجميع وحين بلغ العاشرة كان يزاول الكرة بشغف، وأكثر ما كان يعجبني فيه أنه ظل مطيعا لوالده ومتواضعا مع أقاربه وجيرانه ولم تخطفه أضواء الشهرة منا، وحتى بعد أن انتقل إلى فلتة في الشوقية لم ينقطع عن الحي لحظة واحدة حيث يتواجد بشكل يومي ويساعد كل من يريد المساعدة ففي رمضان يوزع المعلبات ويعطي مبالغ مالية لبعض الأسر المحتاجة التي لا تستطيع شراء مستلزمات رمضان، وفي الأعياد يحرص على أن يجلس أمام بيته ويعايد المارة بالأموال ويقوم بتوزيع اللحوم على الأسر المحتاجة، وقال خذلوه ولم يقدروا قيمته فهو لاعب وإنسان وقدوة وليس من السهل تجاهله على هذا النحو. من جانبه، يقول محمد أحمد كان نور بالنسبة لنا قدوة في أخلاقه وتعاونه وعلاقته مع الناس، ورحيله عن الاتحاد خسارة كبيرة وكان بالإمكان استثمار نجوميته فقد خسرنا نجما أمتعنا كثيرا بأدائه الراقي. اصطحبنا عمدة الحي نائف الخزاعي في جولة خاصة عرج فيها على الماضي الجميل والواقع المشرق لمن يصفونه بالأسطورة ابن الحي، إذ قال محمد نور كان مضرب مثل بيننا في الوفاء لأهله وناسه وناديه وقدوة نبتهج في الحديث عنه للأجيال الناشئة مدللين على أن شعبيته الكبيرة نتيجة لوفائه لناديه، وكان حريصا على عمل الخير، وما حدث له كان مؤلما لنا وصادما بكل المقاييس وهو أمر مستغرب من جميع مشجعي الأندية ومتابعي الكرة، ومنذ عشر سنوات بدا نور في الاهتمام بالجانب الاجتماعي وظل يقدم مساعدات للضعفاء والمحتاجين، ووصل به الأمر إلى أنه يقوم بالسداد عن العاجزين، وسنعمل على تكريمه نحن سكان الطندباوي في مقر أكاديميته وبحضور بعض الشخصيات الرياضية ورؤساء الدوائر الحكومية لأن هذا الرجل له مواقف رجولية تجاه أبناء هذا الحي الذي سيظل محتفظا بتاريخه وما قدمه ويفخر به، وهذا تكريم من القلب للقلب ويدرك أن مشاعرنا تجاهه كبيرة وأن تكريم مثل هذا سيعني له الكثير. بينما يروي إبراهيم إدريس حكاية نور معه في تذليل كافة الصعوبات التي كانت تهدد زواجه حيث تكفل بتحمل نفقات الزواج على حسابه الخاص، وقال شخصيا، لا أستطيع تخيل العميد بدون نور وهو الذي كان صاحب البصمة في جميع البطولات فقد عرفناه محورا لكل النجاحات وإن تراجع مستواه كان بالإمكان الاستفادة من خبرته في كثير من الأمور. وفي ناحية أخرى، التقينا الشابين أحمد علي وشقيقه عبدالقادر وتحدثا عن الأمر بالقول لا نتصور أن يتم التعاطي مع الأسطورة نور على هذا النحو فقد أخلص كثيرا وقدم كل الجهد من أجل رفعة الاتحاد، إذ ظل يتحمل عناء الذهاب والإياب كل يوم من مكة إلى جدة والنتيجة النهاية التي وجدها لا يقبلها إنسان فبعد الإخلاص جحود ونكران، أما اعتزاله لو تم فلن نقول سوى أن هذا حال الكرة ونحن في زمن الاحتراف ونور لديه الكثير يقدمه ولكن يبقى من المخلصين، ونتمنى أن يلعب للوحدة لأنه رجل مخلص وهو أحد أبنائها المخلصين. وحرص الطفل محمد سليمان على مشاركتنا الحديث عن نور بالقول كنت مشتركا في أكاديمية نور التي يملكها وكان هو شخصيا يدربنا في بعض الأحيان ويمنحنا مكافأة مالية ويشجعنا على التنافس الشريف بيننا وأنا شخصيا استفدت من دخولي الأكاديمية.