في شارع الخزان بمدينة بريدة يقع سوق العطارين أو ما يسمى (قيصرية العطارين) وهو المكان المخصص لمحلات العطارة والتي في العادة تبيع البهارات والعطور الشعبية والبدائل الطبية من الطبيعية.. عندما دخلنا السوق لم نجد سوى العمالة التي تسيطر سيطرة كاملة على السوق وتستحوذ على جميع المحلات.. الامر لايقف عند هذا الحد، ولكن الأدهى والأمر من ذلك هو بيعهم وعلنا لعلاجات ومراهم وشامبوهات غير مرخصة ومسمومة بل وضارة على الصحة خاصة مرهم الحساسية الذي يجد رواجا كبير، ويستخدم للحساسية وكتب عليه صنع في باكستان وهو مغشوش بطبيعة الحال ورغم ذلك يتم بيعه علنا ودون رقابة إضافة إلى الشامبوهات التي تعتبر ضارة على الشعر والجسم لأنها مجهولة المصدر. ولا يقتصر الأمر في السوق على بيع المنتج المغشوش، بل يمتد إلى بعض الإشكاليات مثل ضيق الشارع وتكدس البضائع. ويعترف عدد من الزبائن أنهم لا يعرفون كيفية ولا محتويات الخلطات التي يشترونها من أجل التداوي بالأعشاب، لكنهم يضطرون لشرائها باعتبارها فعالة، إما لشهرة محل العطارة أو العطار أو لشهرة نوع معين من الأعشاب، لكن ذلك أيضا لا يضمن أنها حقيقية. وقال عبدالرحمن اليعيش: حضرت للسوق لشراء خلطة خاصة بالانفلونزا وهي فعالة حقيقة ومفيدة ولكني لا اعلم عن مصدرها وطريقة تركيبها استعملها للمرة الثانية حيث ان الأدوية والمضادات التي احصل عليها من المستشفى نتائجها ضعيفة جدا وهذه أفضل. وتضيف أم عبدالله الحمود أنها تأتي إلى السوق لشتري لوازم الطبخ والعطورات الطبيعية وبعض الخلطات للعلاج، حيث نتائجها أفضل من علاجات الصحة والأطباء، وترد على أنهن يفضلن محلات الأجانب على محلات السعوديين، بأنهن يملن للخلطات المجربة التي تأتي بمفعول جيد خاصة مع الأطفال ونزلات البرد، بعيدا عن تفضيل محل عن آخر. وتشير الهنوف عبدالعزيز إلى أنها تستخدم خلطات من أعشاب موجودة في الطب النبوي، وكل علاج له مضاعفات حتى الأدوية التي نحصل عليها من المستشفيات والصيدليات لها مضاعفات وهناك أدوية سحبتها وزارة الصحة لخطورتها، واعتقد أن كبار السن لديهم خير تجربة فهم يثقون بالطب الشعبي ويتداوون به. ويرى البائع عبدالعزيز صالح الشايع (سعودي) صاحب محل أن سوق العطارين ببريدة يعاني كثيرا من العمالة السائبة والمتستر عليهم والذين يبيعون خلطات ممنوعة ويغشونها بهدف الربح المادي فقط، والغريب أن الزبائن وخاصة النساء يثقن فيهم في ظل رغبتهن في خلطات وأعشاب للسمنة والنحافة لكنها سامة وخطرة ولها مضاعفات، خاصة أحد المراهم للحساسية وغير المرخص بتداولها في المملكة، ومع الأسف الشديد نجد إقبالا كبيرا ويستعمل أحيانا للأطفال، إضافة إلى أن هناك محلا متخصصا ببيع الشامبوهات المجهولة المصدر والضارة حيث تسبب تساقط الشعر والعمى، وذلك دون رقابة من قبل البلدية مع الأسف الشديد، والتي يبدو أنها تركز على محلات السعوديين وتضيق الخناق عليهم، بينما يغضون الطرف عن العمالة السائبة، وشيء مستغرب، فالسوق ضيق جدا وغير منظم، واتمنى حقيقة إعادة النظر في السوق وترتيبه ومنح السعوديين الأولوية في كل شيء. ويتأسف عثمان الشومر (سعودي صاحب محل عطارة) على الحال الذي وصل إليه السوق، حيث مع الأسف الشديد تمكنت العمالة من السوق وأحكمت القبضة عليه، فلا توجد مواقف في السوق، والرقابة ضعيفة خاصة على العمالة، كما أن الشارع يحتاج لمواقف. ويرى البائع عبدالرحمن انشات (باكستاني) أن مشكلة السوق تتمثل في عدم وجود مواقف للسيارات وحول البضاعة التي يبيعونها قال: نبيع البهارات والعطور والشامبوهات والكريمات التي تستخدمها النساء وهي معروفة المصدر وليست كما يدعي البعض انها مجهولة والا لما تم التصريح ببيعها، ونقوم بعمل خلطات للتخسيس والكولسترول والضغط والسكر وبعضها تعمل فائدة كبيرة يأتينا أناس من داخل المملكة وخارجها خاصة دول الخليج الكويت ولنا زبائن نعمل لهم خلطات. وينفي البائع ترابط الدين (هندي) أن تكون بضاعته من الشامبوهات مجهولة المصدر وضارة للصحة، وقال: استغرب ممن يروج هذا الكلام، لأن هذه الشامبوهات تأتينا من عدة دول مثل باكستان والأردن وهي جيدة وتصنع من الأعشاب الطبيعية. وردا عن السر في إخفائها داخل المحل، زعم أنها مطلوبة بشكل كبير، لذا لا تتوفر لدينا بشكل كبير، والمحل كما ترى صغير ولا يستوعبها، فنضطر لإخفائها. ويشير البائع شعبان محمد (مصري) إلى وجود العديد من المشاكل في السوق مثل الزحام خاصة وقت الذروة العصر وبعد المغرب، مبينا أنه بالنسبة لمبيعاتنا كما ترى شامبوهات ولكنها ليست مرخصة من الصحة بل ترخيص صناعي تأتينا من شركات وهو ما يسمى ترخيص (صناعي) كذلك الكريمات تأتينا من توكيلات سعودية وغير ذلك نقوم في المحل بعمل خلطات للنساء وللشباب تخص بعض الأمراض والسمنة والنحافة، مشيرا إلى أنه بالنسبة للرقابة في السوق من قبل البلدية موجودة ويمنحوننا مخالفات عندما نخالف النظام. من جانبه أوضح المركز الإعلامي لأمانة منطقة القصيم أن الأمانة تستشعر أهمية السوق، ولذلك تم إدراجه ضمن مراحل مشروع تطوير وسط مدينة بريدة (المنطقة المركزية) والذي بدأ العمل حاليا في المرحلة الأولى في قبة رشيد بالإضافة إلى المباسط النسائية شمال جامع خادم الحرمين الشريفين، وسوف تتواصل مراحل المشروع لتشمل تطوير سوق العطارين وإعادة تأهيله بالكامل بشكل متناسق مع النمط التاريخي للموقع. وبين أن فرق الرقابة الصحية في بلدية الديرة الفرعية تواصل بشكل مستمر أعمال الرقابة على محلات العطارة، وتم في وقت سابق أخذ تعهدات على كافة المحلات بالالتزام بعمليات البيع وفق الترخيص النظامي، ورصدت فرق الرقابة بعد ذلك عدد من المخالفات تتمثل في بيع منتجات غير الأعشاب العطرية كمواد النظافة ومواد غير مرخصة ومجهولة المصدر وغيرها، وصدرت غرامات بحق المخالفين وفق اللوائح التنظيمية مع استمرار أعمال الرقابة.