تكشف القراءة الأولية لانتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة عن عدة حقائق، من أبرزها قيام «الأعضاء الجدد الفائزين في الانتخابات» بتغيير الاستراتيجية القديمة التي كان يعتمدها «المرشحون السابقون» في خوض هذه الانتخابات والفوز بالعضوية، والمتمثلة في نظرية «الانتظار إلى الوقت الضائع من اليوم الاخير في الانتخابات»، وشد أطناب الخيام طوال الفترة لكي يرتشف بداخلها الناخبون فناجين القهوة والشاي، وتجهيز الباصات لنقل المرشحين من مقار أعمال شركاتهم إلى مقر الانتخابات والإدلاء بأصواتهم. «الأعضاء الجدد» حسموا فوزهم من اليوم الأول بالتركيز على المحافظات الصغيرة (القنفذة والليث ورابغ) مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات داخل وخارج مقر الانتخابات مثل: تغيير بعض الناخبين آراءهم ، أو استمالتهم من قبل آخرين، و تحديد القطاعات والشرائح المستهدفة واتقان أسلوب المنافسة الذي اعتمد على التبصر بوضع « الحالة» في المستقبل وليس التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له . من الحقائق التي كشفتها القراءة الأولية للانتخابات عدم فوز بعض المرشحين الذين يتمتعون بملاءة مالية وخبرة في الأسواق التجارية والمجالات الاقتصادية، مقارنه ببعض نظائرهم من المرشحين الذين فازوا في انتخابات مجلس إدارة الغرفة المقبل، ما قد يستبعد المراقبون فوز أو ترشيح البعض منهم برئاسة مجلس الإدارة، حيث طبقت في الدورة الجديدة ثاني تجاربها الانتخابية بنظام الصوت الواحد، لتسجل دخول 7 أسماء جديدة، تصدر المرشح نصار السلمي قائمة فئة التجار وبرقم قياسي من الأصوات بلغت 846 صوتا بفارق 157 صوتا عن أقرب منافسيه محمد خوجه الذي حصل على 689 صوتا، و كانت نتائج فئة الصناع متوقعة وشبه محسومة مسبقا، إلا أن نتائج التجار شهدت منافسة محتدمة بلغ عدد المرشحين 48 مرشحا، منهم 40 مرشحا من فئة التجار وثمانية مرشحين من فئة الصناع، والمتشابه بين نتائج الفئتين خلوها من الأسماء النسائية، لتبقى والورقة الأخيرة لهن مقاعد المعينين، وربما يكون لعامل التنافس الكبير بين المرشحين دور في عدم القدرة على كسب أصوات تؤهلهن في الفوز بعضوية مجلس الإدارة الجديد.