استغرب عدد من آباء الأطفال المصابين بإعاقة «المتلازمة داون» في محافظة جدة، من رفع رسوم اشتراك المدارس الأهلية الخاصة بهم إلى ثلاثة أضعاف بموافقة وزارة التربية والتعليم إذ وصلت رسوم ستة مراكز إلى سقف 30 ألف ريال، فيما أكد المتحدث باسم تعليم جدة عبدالمجيد الغامدي بقوله «العام الماضي رفعت عدد من المدارس الأهلية إلى وزارة التربية والتعليم طلب زيادة رسومها، وقد تم الإقرار لبعضها، وكان الإقرار للبعض الآخر مشروطا فيما لم يتم الإقرار للأخرى، وقد تم التزام جميع المدارس في جدة بذلك. وفي الوقت ذاته، قال المتحدث باسم الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة فهد العيسى، أن الدعم الذي يحصل عليه معاقو متلازمة داون تبلغ 10 آلاف ريال سنويا موزعة على 833 ريالا شهريا، مشيرا إلى أن أكبر دعم للمعاقين يبلغ 20 ألف ريال سنويا بمايقدر 1700 ريال شهريا، وهذه الإعانة تعطي للشخص الذي لديه أكثر من إعاقة مشتركة. من جهته، قال (ص. ع) إن مديرة مدرسة خاصة بالأطفال المصابين بمتلازمة داوون في جنوبجدة وبالقرب من مستشفى الملك عبدالعزيز، رفعت رسوم الدراسة من 13 ألفا إلى 30 ألفا مما تسببت في الضغط على كاهل أولياء أمور هؤلاء الفئة من الأطفال. وأضاف أنه لايوجد في محافظة جدة كاملة أي مدرسة متخصصة لحالات هذه المتلازمة رغم الحاجة الماسة، ويوجد ستة مراكز خاصة قامت جميعها دون استثناء برفع سومها إلى ثلاثة أضعاف دون مبرر. وأبان أن الإعانات الشهرية التي يتلقاها أطفال هذه الإعاقة أقل من 1000 ريال شهريا، وبالتالي تورطنا بمصاريف إضافية لهم، مطالبا الجهات الحكومية المعنية بتقديم الإعانات لهؤلاء الأطفال أو الجهات المعنية في التعليم، بفتح مدارس خاصة بهم واحضار متخصصين لتعليمهم، والنظر أيضا إلى وضع هذه المدارس التي قامت بالاستغلال. وأشار إلى أن رفع رسوم التعليم وقلة دعم الإعانة قد أثقل كاهل أولياء الأمور، وهم يسيرون في طريقين فقط أما الاستسلام لجشع المراكز الخاصة أو بقائهم بالبيوت. من جهتها، طالبت إيمان الشريف أم طفل معاق، بعدم تجاهل هذه الفئة ودعمهم ماديا وتعليميا، وأوضحت أنه مما لا شك فيه أن الكثير من الآباء يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل إذا شخص طفلهم بمتلازمة داون، وبعد التغلب على الصدمة الأولى يجد معظمهم أن الطفل هو مثل أي طفل آخر، لكنه يحتاج إلى كل الحب والرعاية التي يحتاجها الأطفال في مثل عمرهم. وأضافت أن المملكة لا توجد فيها أي مدارس خاصة بهم، ففي الخليج أظهرت الدراسات أن حالات متلازمة داوون تقدر ما بين 1 الى 3 في كل 1000 مولود، فبالتالي نحتاج إلى رفع مستوى الوعي العام بمتلازمة داون. وأضافت الشريف، أن هناك نية من الشؤون الاجتماعية برفع الإعانات لمختلف المعاقين، لما يحتاجونه من عناية أكثر طبيا وتعليميا، ولكن استغلال المدارس الوحيدة لهذه الفئة ورفع مبالغ رسوم اشتراكهم إلى ثلاثة أضعاف وبموافقة وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي أحبط كثير من أولياء أمور الأطفال المصابين، وطالبوا برفع شكاويهم إلى الجهات المختصة للنظر إلى معاناتهم.