تبحث الأجهزة الأمنية في شرطة جدة عن جان قتل امرأة نيجيرية في العقد السادس من العمر، عثر عليها صباح أمس مقتولة داخل مسكنها الشعبي الكائن في حي الكرنتينة. وكانت الجهات الأمنية قد تلقت بلاغا من شاب يقطن في نفس منزل المجني عليها، يفيد بالعثور عليها مقتولة، وعلى الفور حضرت دوريات الأمن إلى الموقع بمتابعة مدير شرطة جدة اللواء عبدالله القحطاني، وطوقت الموقع ومنعت الدخول إلى مسرح الجريمة، فيما تحفظت على الشاب المبلغ وامرأة أخرى كونهما يسكنان في ذات المنزل. كما حضر خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي إلى الموقع وتم توثيق مسرح الحادثة ورفع كافة الأدلة والبصمات وتجميع القرائن، فيما شرع ضباط التحقيق في شعبة التحريات والبحث الجنائي من خلال ضباط وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس، في فتح ملفات التحقيق والبحث عن الجاني وتتبع الخيوط الدالة عليه. ووضع رجال الأمن عدة فرضيات كون الجريمة وقعت في حي المصفاة (الكرنتينة) الذي تسكنه عدة جاليات أفريقية وعربية، والمنزل يضم 3 غرف تسكن القتيلة في إحداها، فيما تقيم امرأة من بنات جلدتها في غرفة مجاورة لها، وتعملان معا في نبش حاويات القمامة، بالإضافة إلى الشاب (المبلغ بالحادث) وبالتحقيق المبدئي معهما، أظهرا تناقضا في أقوالهما، ففيما أفادت السيدة أنها كانت تمر على المجني عليها في المساء لسؤالها عن وجبة العشاء، مبينة أنها حضرت عند الحادية عشرة من مساء أمس الأول وشاهدت الغرفة مظلمة والباب غير موصد ولم ترد إزعاجها - على حد قولها -، قال الشاب «المبلغ» إنه عند السابعة من صباح أمس استغرب عدم خروج «الستينية» للعمل، كونها تخرج عقب صلاة الفجر بحثا عن رزقها - على حد تعبيره - وعند طرق باب غرفتها لم ترد، فدخل وشاهد الأثاث مبعثرا، فيما هي لفظت أنفاسها. وعمد رجال الأمن في شعبة التحريات والبحث الجنائي إلى إيقاف عدد من المشتبه بهم، وأشارت المعلومات الأولية من موقع الحادثة إلى أن المجني عليها كانت تجمع أموالا من رفيقاتها وبنات جلدتها كونها أكبرهن سنا، وتقوم بعمل جمعية مالية تسلمها في نهاية الأسبوع لإحداهن، وقد يشكل ذلك دافعا لسرقتها، خاصة في ظل وجود فرضية السرقة كون الغرفة مبعثرة ويظهر قيام شخص بتفتيشها بحثا عن غرض معين. كما رصدت الأجهزة الأمنية أن باب المسكن لم يكسر أو يحطم، بل كان في وضعه الطبيعي، وأن القتيلة مصابة بطعنة واحدة في الرقبة من الخلف، وهو ما يؤكد أنها كانت تدير ظهرها للقاتل وعلى معرفة وثيقة به. إلى ذلك أوضح الناطق الإعلامي لشرطة جدة الملازم أول نواف البوق أن التحقيق لا يزال جاريا، وينتظر تقرير الطب الشرعي لتحديد وقت الوفاة، مبينا أن الساعات المقبلة ستكشف عن كامل التفاصيل.