لا يمكن للحياة أن تستمر دون تعاون وثيق، وشراكات بين الأفراد والمجتمعات؛ إذ تظل جهود كل منهم قاصرة دون تكاملها مع جهود الآخرين. ولعل مما يعزز التكامل بين الفرد ومجتمعه تلك المبادرات الإيجابية التي تتبناها بعض المؤسسات، أو يبادر بها الأفراد من منطلق وازعهم الديني، وغيرتهم على الوطن، وإحساسهم بالمسؤولية. وعندما توافق موسم الشتاء والأمطار مع موسم الاختبارات،أظهر عدد من منسوبي ومنسوبات الجامعات والمدارس الوجه المشرق لما يمكن أن يسهم به كل فرد لخدمة مجتمعه دون انتظار لأوامر أو تعاميم، وذلك حينما تبنوا مبادرات إيجابية تطوعية ونفذوها على أرض الواقع فأثمرت خيراً ونفعاً على الكثيرين. ومن المبادرات التطوعية التي تذكر فتثمن وتشكر، مبادرة عدد من شباب الوطن للمشاركة في جهود إنقاذ المتضررين من الأمطار والسيول في مختلف مناطق ومحافظات المملكة. كما تبنت مجموعة من مديري ومديرات المدارس في مختلف المراحل الدراسية توفير كسوة الشتاء للمحتاجين من طلابهم وطالباتهم وعائلاتهم بجهود ذاتية، وتمويل قدمته هذه المدارس، ولم تقتصر هذه المبادرة على المواطنين بل شملت المحتاجين من الطلاب المقيمين، وذلك من منطلق الأخوة الإسلامية والتكافل الاجتماعي التي أكدت عليها تعاليم الشريعة السمحاء. ومن المبادرات الرائعة ما قامت به عضوة هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز بتقديم الحلويات والورود والمياه للطالبات قبل بداية الاختبارات النهائية. وهي ذات المبادرة التي تبناها عدد من مديري ومديرات المدارس، ما أسهم في إزالة الرهبة والتوتر، وأضفى على قاعات الاختبار جواً من الثقة والحميمية. وفي ذات السياق،انطلقت خلال الأسبوع الحالي حملة «إلا لفظ الجلالة»، وهي مبادرة تبنتها منسوبات مكتب التربية والتعليم بمحافظة صامطة، لحفظ الكتب والأوراق التي تحوي لفظ الجلالة من الامتهان، وغرس قيم تعظيم الخالق سبحانه وتعالى في نفوس الطالبات والمعلمات والقيادات التربوية. إنّ أصحاب هذه المبادرات يجب تكريمهم معنوياً ومادياً نظير ما قاموا به تطوعاً منهم، واستشعاراً منهم للمسؤولية تجاه دينهم ووطنهم، وهو ما يحتاج فعلاً إلى مبادرة! كلمة أخيرة: لا يمكن لأفكارنا الإيجابية أن تنجح دون تتويجها بمبادرات خلاقة. * جامعة الملك سعود كلية التربية