يعيش نادي الاتحاد عميد أندية الوطن أوضاعا صعبة بعد أن كان للأندية مضربا للمثل، ولم تنس الجماهير السعودية عندما كان صوت المدرج الاتحادي يطوف أرجاء استاد الأمير عبدالله الفيصل مرددا «بص يمين بص شمال الاتحاد عامل زلزال» ذهب هذا الصوت وهدأ الزلزال وخمد البركان ولم يتبق سوى أنين في مدرجات العميد وحسرات على وضع هذا النادي الكبير، والذي يعتبر صاحب الأولويات سواء في انجازاته أو جماهيريته الطاغية أو رجالاته والذين كانوا مضربا للمثل في التضحية لهذا النادي الكبير والذي يعيش صراعا مريرا مع مرض «الجحود»، «عكاظ» استطلعت رأي إعلاميين حول الوضع الحالي لنادي الاتحاد وتقييمهم للمرحلة الحالية ومقترحاتهم ليعود الاتحاد كما كان بطلا منافسا.. الجوكم: عودة العميد في البداية أوضح عيسى الجوكم رئيس القسم الرياضي بجريدة اليوم أن مشكلة الاتحاد هي مشكلة جميع الأندية السعودية المتمثلة في عدم وجود المادة وغياب الراعي الذي لم يعد موجودا في الأندية الكبيرة، وانسحب من الاستثمار في رياضتنا. أمور كثيرة أوصلت أنديتنا لهذا الحال مع الأسف الشديد لكن نادي الاتحاد كبير وعودته لسابق عهده من مصلحة الكرة السعودية وجماهيره لها مذاق خاص يضاف على متعة الدوري والمسابقات السعودية. عبدالعزيز: ورطه في الملايين ورأى الناقد الرياضي سعود عبدالعزيز أن ما يحدث في نادي الاتحاد هو نتاج طبيعي لنظام الاحتراف وهي تراكمات سابقة، لكن هذا لا يعني أن الاتحاد وصل لمرحلة سيئة للغاية، تعثر وسيعود بعدها، نظام الاحتراف يعتمد على صرف دون وجود دخل مالي ثابت يعتمد عليه النادي، الاتحاد كان يتعاقد مع أفضل النجوم والمدربين عندما كان الدعم بسخاء ولكن بطبيعة الحال دوام الحال من المحال، على رجالات الاتحاد وضع يدهم بيد بعضهم لكي يعود نادي الوطن كما كان أو على الأقل يكون منافسا مع فرق المقدمة، ولكن هذا لن يتم إلا بالتعامل مع الأمر بواقعية أن ناديهم لم يعد قادرا على صرف الملايين كالسابق، وهم يعرفون السبب لذلك من تعاقبوا على رئاسته لم ولن يستطيعوا عمل شيء في ظل لاعبين يحصلون على مقدمات عقود كبيرة وجمهور طموحه كبير، ولكم في النصر خير مثال. الجار الله: الاتحاد يقاتل بينما قال فرحان الجارالله صحفي بجريدة الجزيرة: «إن أردنا الحديث بواقعية وعقلانية فنقول إن وضع الاتحاد عادي ونتائجه طبيعية جدا، حاله كحال أندية نجران والاتفاق والفيصلي والرائد وبقية الأندية التي تقاتل هربا من لحظة (إعلان الإفلاس)، فباستثناء أندية الأهلي والشباب والهلال والنصر التي تجد دعما ماليا كبيرا فإن بقية الأندية تعيش حالة مادية صعبة، ولذا لا يتصور الاتحاديون أن صرف عام 2007م سيعود في ظل ابتعاد (الداعم)، وإن أراد الاتحاديون أن يبعدوا ناديهم عن الأزمات المالية الخانقة فعليهم أن يتأقلموا مع واقع ناديهم وإيراداته الحالية وبشيء من التعقل وبعيدا عن (الفشخرة) بالصرف على الورق انتظارا لفزعات شرفية ربما لا تأتي، تماما كما حدث في صفقة أحمد الفريدي مثلا، إن استمر الفكر دون تغيير لدى أي إدارة تتسلم دفة قيادة الاتحاد بأنها ستقوده وفق مصروفات تتجاوز 150 مليونا دون أن يكون لديها الاستعداد المالي والخطط المرسومة والقدرة على إدارة النادي وفق ميزانية واضحة بعيدا عن الارتجالية بالقرارات المفاجئة بالصرف فتستمر معاناة الاتحاد أكثر، وربما يجدون فريقهم ضيفا بدوري ركاء وهذا ما لا نتمناه ولا يتمناه من تهمه مصلحة الكرة السعودية. الفراج: سياسة التنفيع وبين عبدالله الفراج مسؤول تحرير بصحيفة مكة أن الحال الذي وصل إليه نادي الاتحاد يعود إلى القوائم المالية للنادي نتيجة لزيادة المصروفات على الإيرادات، إضافة إلى غياب الرقابة المالية حين إبرام الصفقات التي أصبحت تثير التساؤلات في اتباع سياسة (التنفيع) لعدد من وكلاء الأعمال ودخول وسطاء (كثر) دفعتهم بيئة الاتحاد وإغراءات عدة جعلتهم يعرفون من أين تؤكل الكتف، هذا بخلاف الإنفاقات المالية الأخرى التي تمت دون جدوى اقتصادية، القريبون من البيت الاتحادي يدركونها جيدا، الحالة التي يعيشها الاتحاد في الوقت الراهن تعيشها أندية أخرى لكنها أقل حدة وتعيش تحت الرماد ولم يثر بركانها بعد، وهو وضع يدعونا إلى ضرورة إنشاء جمعيات عمومية داخل الأندية لمراقبة ومحاسبة الإدارات في قراراتها وفي حجم إنفاقها وفي مواردها، حيث بات من الضرورة أن تكشف جميع فواتير الأندية الحقيقية بعد انتهاء فترتها أو مدة تكليفها ولا تخلي كرسي الرئاسة إلا بعد سداد ما بذمتها، فالفوضى الإدارية وغياب الاحترافية والصرف الجنوني للإدارات الاتحادية جعلت المستثمرين يهربون من الاتحاد، وهي مؤشر قوي لتأكيد بدء الانهيار المالي لأنديتنا في ظل غياب الخصخصة، ومن وجهة نظري لا يمتلك الاتحاد حلا إلا بجدولة ديونه وسدادها بإشراف مباشر من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تشترك في المسؤولية كون مراقبتها لا تتم إلا عبر القوائم المالية الختامية في كل موسم.