المواجهات الساخنة التي تحدث الآن بين الجيش السوري الحر وما يسمى دولة العراق والشام «داعش»، ونية الجيش الحر التخلص من هذا التنظيم المتطرف الذي انقلب على الثورة والثوار الحقيقيين على الأرض شأنه شأن بقية الجماعات التكفيرية والجهادية التي امتطت حصان الثورة السورية لتصل لأهدافها في إنشاء إمارة أو إمارات إسلامية لممارسة القتل وجز الرؤوس باسم الجهاد الإسلامي. هذه المواجهات الساخنة، عنوانها العريض أن «الثورة السورية بدأت تنظف نفسها» وبدأت تتخلص من الشوائب التي علقت بها وشوهت الثورة ونضال الثوار هناك للتخلص من نظام الطاغية وسمحت لقوى خارجية وإقليمية بدخول الساحة السورية لمواجهتهم، وجعلت العالم يتردد كثيرا في دعم الثورة السورية والثوار؛ خوفا من أن يتحول هذا الدعم والسلاح إلى يد هذه الجماعات التكفيرية، الأمر الذي أطال أمد الثورة السورية لأكثر من ثلاثة أعوام وحصد أرواح ما يزيد على 150 ألف سوري وشرد الملايين لاجئين في تركيا ولبنان والأردن وغيرها. هذه المواجهات كانت حتمية الحدوث، وكل من يقرأ الشأن السوري قراءة ليس بالضرورة أن تكون عميقة كان يدرك أنها كانت ستحدث لا محالة؛ فالجماعات الجهادية والتكفيرية لا حليف لها سوى السلاح، وحتى لو تحالفت مؤقتا مع أي طرف، فهو لتحقيق مصالحها وأهدافها، لأنه طرف كافر بالمحصلة، من وجهة نظرهم التي لم ولن تختلف أبدا.