كثرت في الآونة الأخيرة عمليات التجميل، سواء من شفط أو زرع أو نفخ أو (الذي منه)، وهذا مستحب أحيانا ومقدور عليه ومن الممكن تبريره. غير أن ما لفت نظري أن بعضهن أو بعضهم قد ركبوا تلك الموجة دون دراية أو عن جهل. مثل ذلك الطبيب المزيف الذي حقن سيدة أمريكية من أصل أفريقي بالأسمنت، نعم بالأسمنت، وأتبعه كذلك بالغراء الممتاز الذي يمنع تسرب الهواء حتى من كفرات السيارات، لكي تصبح أردافها أكثر ضخامة وجمالا. وسرعان ما بدأت المسكينة بعدها بقليل تعاني من مضاعفات حادة. وتقول (دبليو بي ال جي) وهذا هو اسمها: إنني بدأت أشعر بآلام ممضة وأوجاع، ثم انتقلت الأوجاع إلى كل أجزاء جسمي، ونقلوها من بيتها على وجه السرعة إلى المستشفى وبذلوا جهودا خارقة لفك الصمغ الممتاز وإخراج الأسمنت من أردافها الذي تطلب الأمر منهم أن يقتطعوا كثيرا من اللحم والشحم، وقيض الله للمرأة أن تنجو من هلاك مؤكد، وعادت لها حياتها من جديد، ولكن عادت أردافها بعد أن أخرجوا منها كل تلك البلاوي إلى أصغر مما كانت قبل العملية، و(كأننا يا أم زيد ما غزينا). المهم، وفي نهاية المطاف، قبض على الطبيب المزيف المدعو (موريس)، واتضح في المحكمة أن لديه اتجاهات عنصرية، فحكم عليه بالسجن. ورغم أن الحادثة بحد ذاتها لا تضحك، إلا أنني أتمنى أن أموت وأعرف، هل ذلك الأسمنت الذي حقنه في أردافها، هل هو يا ترى كان أسمنتا عاديا، أم أنه كان مقاوما للأملاح؟! والذي دعاني اليوم إلى استعراض هذه الحالة (المقرفة)، هي تلك الحملة الشعواء التي تشنها الآن منظمة حقوق الإنسان، من التجاوزات الكارثية التي تحصل في هذا المجال، لهذا شاهدت وشاهد غيري في الصحف آلاف (حشوات السليكون) التي تخلصت النساء منها، بسبب المضاعفات الصحية التي قد تنتج عنها، وعادت أعضاء تلك النساء مدلدلة ومترهلة كأثداء السلق. وبحكم ثقافتي ومعرفتي المتواضعة في هذا المجال الحيوي، فإنني أقول لمن لا يعلم أن هناك مدرستين في هذا المجال: فهناك المدرسة الأوربية التي تؤمن (بالسليكون) واتضح الآن أن لديها مخاطر. والمدرسة الأخرى، وهي الأمريكية التي ترفض السليكون، وقد استبدلته (بالملح والماء)، وهذه ليس لها أي مخاطر، إلا أنهم ينصحون من تستعمله أن تكون حذرة جدا، أي أن تتحاشى العناق العنيف مثلا، أو الحماسة الزائدة عن الحد بالرقص، لأنه من الممكن أن (ينفقع) فجأة، فيصبح الحال (خبيصة)، ولكن ومع ذلك عليها أن لا تقلق فليس هناك أي مضرة البتة، فبالإمكان ضخ الماء والملح مرة أخرى، وليس هناك أرخص منهما. وأنا شخصيا أنصح بالمدرسة الأمريكية. [email protected]