حولت حادثة سقوط الطفلة لمى في إحدى الآبار في تيماء بتبوك، أنظار الأهالي إلى الخطر المحيط بهم، حيث تنتشر تلك الآبار المكشوفة في الكثير من المواقع، داعين إلى وضع حد لبقائها على هذا الحال، خاصة أنها تمثل واقعا مخيفا على جنبات الطريق والمناطق الصحراوية. ولم يتنبه المزارعون لخطورة تلك الآبار، حيث أبقوا فوهات الآبار مكشوفة على سطح الأرض، دون ردمها بالأسمنت أو تغطيتها بالفولاذ، وأصبحت تشكل خطرا محدقا وهاجسا لدى المواطنين التي تفضل التنزه في الأماكن القريبة من المحافظة، خصوصا وأن هذه الآبار تركت في العراء معرضة لانهيارات رملية دون وجود علامات تحذرية أو حواجز تمنع السقوط بها. من جانبه، رصدت عدسة «عكاظ» خلال تغطيتها الميدانية عددا من الآبار المكشوفة في منطقة تسمى«جريش» تشتهر بالزراعة، والتي تبعد عن محافظة تيماء قرابة 30 كم، حيث تركت في العراء والتي يقدر عددها بأربع وأخرى قد طمرتها الرمال ولا يعرف فواتها. فيما قال عدد من الأهالي إن كثيرا من الأماكن في محافظة تيماء تنتشر فيها القلبان والآبار المكشوفة بشكل ملحوظ، مشيرين إلى أن هذه الحفر تشكل خطرا على العوائل قاصدي النزهة، فضلا قيام بعض ضعفاء النفوس عن إخفاء الجرائم فيها. يقول سليمان العنزي وأنا في نزهة برية وجدت في الصحراء إحدى الخباري، فشدني حب المجازفة في قطع الخبرة، وعند سيري فوجئت بسقوط إحدى عجلات المركبة ذات الدفع الرباعي بالمستنقع، حاولت الخروج وللأسف لم استطع، فطلبت المساعدة من أقربائي فحضروا وسحبت سيارتي عبر مركبتين من نوع جيب بصعوبة بالغة، وبعد مضي أيام رجعت للمكان وإذا «بقليب» صغير كان السبب في احتجازها، وحمدت الله على نجاتي من موت كان قريب مني. وأضاف أحمد العنزي، لم يعد غريبا أن نسمع خبر سقوط أشخاص في هذه الآبار، لإهمال أصحابها والجهات المعنية التي لم تكلف أصحابها بتغطيتها أو عمل أسوار لها أو دفنها، مشيرا إلى أن البحث عن الآبار، أصبح شغلهم الشغال وهو أول عمل يقومون به إذا رغبوا التنزه في الصحراء، حتى لا يقع مكروه وتصبح فاجعة بسقوط أحد الأطفال أو أفراد العائلة فيها. وبين خالد العنزي وفلاح اليمني أن خطورة هذه الآبار تزداد عندما تمتلئ ساحات هذه المناطق بالأمطار ويجازف الأطفال باللعب بهذه البرك، والخطر يتربص بالمارة، خاصة في ظل انعدام مستوى الرؤي في تلك المنطقة الصحراوية. وأكد عبدالله بن ثفيل العنزي، أن هناك آبارا ارتوازية قريبة من المحافظة لم يتم الكشف عنها بعد مبديا تعاونه مع كافة الجهات المعنية للخروج لتلك المواقع وكشفها ومعاينتها وتقديم كل ما يلزمها لسلامة المتنزهين حرصا منه من الوقوع بتلك الأفواه المفتوحة التي باتت مصائد تنتظر ضحاياها في أية لحظة. وأشار إلى ضرورة تشكيل لجنة من عدة جهات لمسح المنطقة بالكامل وحصر هذه الآبار وتكليف أصحابها بتغطيتها بشكل عاجل، ومحاسبة كل من يقصر في الأرواح البشرية ويكون عرضه للمسائلة القانونية. من جهته، أوضح مصدر مختص أن الآبار المكشوفة أصبحت بالفعل خطرا على الأطفال والنساء والرجال، مشيرا إلى أن أهمية تشكيل لجان من المحافظة والدفاع المدني والزراعة لحصر الآبار المكشوفة في المحافظات والقرى والهجر، وأخذ تعهدات على أصحابها بتسويرها وتغطيتها.