صديقي .. لن يصل لك معنى عنوان «رسالتي»، مالم تجرب الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي بعد كل تفجير يقتل مسلمين ومسلمات وأطفالا مازالوا على الفطرة ، إذ لم يتسن لآبائهم ومجتمعهم أن يجعلوهم ينتمون لحزب الله أو لحزب داعش . إن كان التفجير قد حصد أرواح عشاق «حزب داعش» وأطفالهم الذين لم ينتموا بعد ومازالوا على الفطرة، سيكتب أو يردد عشاق «حزب الله» والمنتمون له: «أتعتقدون أن أحرار الضاحية الجنوبية والحسينيات في الشام والعراق، سيعفون عنكم، فيمن قتلتم من أهلهم ؟ أتقتلون أطفالنا، ولا تتوقعون قتل أطفالكم ؟ ذوقوا ما كسبت أيديكم، مع أن أطفال الحزبين لم تتح لهم الفرصة لتكسب أيديهم خيرا أو شرا. فيما عشاق «حزب داعش» سيتكئون في تعليقاتهم على حرمة دماء الأبرياء، وسيقولون للعالم «أرأيتم .. كيف هم هؤلاء المجرمون ، يبيحون دماء من لا ينتمي لهم» ؟ أما إن كان التفجير قد حصد أرواح أتباع «حزب الله» وأطفالهم، سيتبادل الطرفان الأدوار، ويلعب كل منهما دور الآخر، فيحرم على الآخر ما أباحه لنفسه، ويبيح لنفسه ما حرمه على الآخر. ولن يوقف هذا الجدل «الفنتازي» إلا دخول وقت الصلاة، فيذهبون للصلاة يقرأون الفاتحة ثم آية {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قَتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» ، وبعد أن ينهوا صلاتهم ، سيرفوعون أيديهم يشكرون الله عز وجل على هدايته لهم للإسلام، قبل أن يعودوا لجدلهم، فيحرموا قتل طفل، ويبيحوا قتل طفل آخر . صديقي .. هل تعرف ما الذي عنته الآية بالنفس ؟ ثمة من يفسرها على أنها أي إنسان بغض النظر عن معتقده، دمه حرام وإن كان أبوه/ أخوه/ ابنه/ فرد يؤمن بنفس معتقده قد قتل فردا أو جماعة. وثمة من يوسع دائرة «النفس» ليدخل كل كائن حي يتنفس، معتمدا على أن المسلم حين يذبح ما أحل له ليأكله، عليه أن يقول «باسم الله» ، أي باسم من استثنى هذا النوع من القتل لحاجة الإنسان، وحرم قتل أي كائن حي، فتفسد الأرض . وهذا ما يفعله الطرفان يا صديقي، وسيستمر إفساد الأرض أو هذه «الفنتازيا» ما لم يدخل المسلمون للإسلام . التوقيع: كائن حي S_ [email protected]