ذكريات الطفولة تظل هي الذكريات الأكثر رسوخا في ذاكرتنا رغم ما كان بها من شظف عيش وأحلام كان يبعثرها القدر أحيانا والبشر أحايين كثيرة، فكل ما في طفولتك تستحضره في شبابك وهرمك، ليس لإنك تعيش الآن أسوأ حال من السابق، بل لأنك كنت في تلك الفترة العمرية تنظر للأمور ببراءة وعفوية، فلم تكن تعرف معنى للكره والبغض، ولا الوشاية بالآخرين، ولا الحسد والحقد على أقرانك الناجحين، وما أن تقادم بنا العمر حتى شاءت أقدارنا أن ترينا أصنافا من البشر دأبت على زعزعة ثقتنا بالآخر، بل حرصت على تشوية كل معاني العلاقات الإنسانية السامية، ولم تخل الرياضة من تلك النماذج المسيئة لكل معاني القيم الحقة، بل تجدهم يستميتون من أجل تشويه صورة الآخرين بشتى الوسائل، وكل ذلك يقومون به؛ لأنهم تيقنوا أنهم لن يتمكنوا من مجاراتهم إلا بتلك الطرق الملتوية، والتي لن تزيد الثابتين على المواقف إلا صلابة، وعلى سبيل المثال، في عز انكسار الأهلي وحاجته إلى نقد هادف يسهم في عودة الفريق إلى موقعة الطبيعي، نجد أن بعضا من أولئك «الجبناء» والعاجزين عن النقد لأسباب يعرفونها هم ونتجاهلها نحن، أخذوا موقف الضد من كل نقد تجاه عمل مسيري الأهلي، ونصبوا أنفسهم محامين يترافعون عنهم بشكل يدعونا للسخرية منهم، في الوقت الذي أجزم فيه أن الأمير خالد بن عبدالله في هذه المرحلة هو أحوج ما يكون للنقد الصادق والجاد، والبعيد عن طأطأة الرؤوس، والصمت على الأخطاء، كيف لا وهو من يرفض كل كلمات الثناء التي توجه له، بل إنه يمتعض إن بالغ أحدهم في الإطراء، فهذا الخالد في قلوب الأهلاويين أكثر من يرحب بالنقد الهادف والبناء الذي يصدر من قلوب أتعبها وأنهكها انكسار الأهلي، وترى أن الصمت على الأخطاء ذنب لا يغتفر، أيها الأوصياء إني لكم ناصح أمين، كفاكم تذاكيا ينظر لكم من خلاله الآخرون نظرة ازدراء، وثقوا أن خالد بن عبدالله لديه النقد «خط أخضر» طالما أن الهدف منه عودة الفريق إلى مكانته التي لن يرتضي عشاقه أن يرونه في غيرها؛ لذلك سنواصل نقدنا للعمل حتى يعود الأهلي الذي غاب، فغابت معه البسمة عن شفاه المجانين. ومضات: لجنة الانضباط ما زالت نائمة في العسل أمام شكوى الأهلي ضد البلطان، والتي مر عليها أكثر من شهر.. صح النوم يا سيد «ربيش». الاتحاد ضحية صراعات شرفية، ولكن هل هناك أيادٍ خفية تريد أن يستمر وضع الاتحاد هكذا دون إيجاد حل جذري للأزمة الاتحادية. النصر حديث الموسم بلا منازع، فهناك أسود في الملعب، وجمهور شمس في المدرج، أسهما في عودة الفارس بقيادة الخيال الأصيل كحيلان. التوأمة الهلالية الشبابية يجب أن تدرس في مجلس الأمن من أجل تعليم الشعوب كيفية التقارب بأسرع الطرق، بدلا من النزاعات الدامية. ترنيمة: صديقك من صدقك لا من صدقك.