دعا المشاركون في الملتقى العلمي الأول «تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها» بإنشاء مراكز علمية وبحثية، وكراسي علمية خاصة بمناشط مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية والدراسات المتصلة بها، تعنى بنشر الأبحاث العلمية، ورصد واقع المناصحة وتقويمها وتطويرها، وإقامة ملتقيات علمية أخرى تقويمية لبرنامج الرعاية والتأهيل وبرنامج الرعاية اللاحقة، التي ينفذها المركز. كما تضمنت توصيات الملتقى الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية، استقراء شبهات دعاة الفكر الضال، واستعراض دعاواهم وفتاواهم، وتتبع مقالاتهم ومؤلفاتهم، وسائر خطاباتهم، ثم الرد عليهم بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي المقنع، وصياغتها في قالب سهل ميسر بحيث لا تبقى في مستوى النخب والخاصة، ونشر الجهود الفكرية على نطاق واسع، حتى يستفيد منها الجميع، ويدركون بوضوح أبعاد ثقافة الفكر الضال ومخاطره، على أن يتولى ذلك ذوو الكفاءات العلمية والتخصصات الدقيقة والمهارات الحوارية. وأكد المشاركون على العناية بالأبعاد الوقائية، وبث الوعي والفكر الصحيح والمنهج السليم، وتفعيل شراكات المركز مع المؤسسات التعليمية في مراحل التعليم المختلفة، وصولا إلى شرائح الشباب والفتيات، وتحصينا لها من المؤثرات التي تستهدف ولاءها للدين والوطن، وأوصوا بالعناية بالشباب، وربطهم بالعلماء الربانيين؛ تحقيقا لحصانتهم من كل فكر منحرف ومبدأ دخيل، ويؤكدون على تفعيل المناصحة الوقائية على مدار العام وفق خطط مدروسة بالشراكة مع الجهات الرسمية المهتمة بهذا الشأن، وذلك لبث الفكر الصحيح، والمنهج السليم بين أوساط الشباب في التعليم العام والعالي، وبين كافة مكونات المجتمع ومؤسساته. واقترح المشاركون إقامة لقاءات دورية بين أعضاء لجان المناصحة، ولقاءات أخرى مع كبار العلماء والمسؤولين عن أعمال المناصحة، وتوفير المعلومات التي تعينهم على التكيف مع المستجدات والوقائع، وأكدوا على ضرورة التكامل بين المتخصصين في العلوم الشرعية وغيرها من العلوم الاجتماعية والنفسية، للاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية والتجارب في مجال الإرشاد والتوجيه والعلاج النفسي والاجتماعي؛ في إنجاح جهود المناصحة وتحقيق الفوائد المرجوة منها، وعلى أهمية أن تضطلع الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى بدورها في عملية إنجاح المناصحة، وذلك بإمداد لجان المناصحة بالعلماء، وبالمختصين المتميزين بعلمهم وبسلامة المنهج، والصادقين في ولائهم لدينهم ووطنهم ومليكهم، ودعم برامج المناصحة بالأعضاء وتفريغهم من مهامهم في جهات عملهم بشكل دوري. كما رأى المشاركون في الملتقى الحاجة لإقامة دورات تدريبية، وتأهيل علمي للمشاركين في لجان المناصحة، في جميع مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة، ولاسيما في المهارات الحوارية، والقراءات الاستشرافية، والحس الأمني، ويقترحون قيام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بذلك لما لها من خبرة وتميز في هذا المجال، وأوصى الملتقى بتحفيز أعضاء لجان المناصحة بما يميزهم ويعينهم على أداء مهامهم، كالتأمين الطبي والاستفادة من مستشفيات قوى الأمن، ومنحهم بطاقات عضوية المركز لتسهيل مهامهم، ودعوا إلى استثمار وسائل الإعلام؛ التقليدية والحديثة في بيان جهود المناصحة، وتذليل سبل تقبلها لدى مختلف شرائح المجتمع، وبيان أهميتها وفضلها، وعرض المبادرات الناجحة في تطبيقات المناصحة، وطرق تقديمها إلى الآخرين، كنماذج تحتذى، مؤكدين في توصياتهم على أهمية وضع إستراتيجية إعلامية تبين الجهود التي تبذل في تحقيق الأمن الفكري، والاستفادة من أعضاء لجان المناصحة في ذلك، كما يقترح في هذا الصدد إصدار مجلة دورية بعنوان «مناصحة» تعنى بأخبار المركز ومخرجاته، ويشترك فيها المستفيدون. وفي ختام الملتقى أمس أكد الجميع على الخطورة البالغة للفكر الضال الطارئ على هذه البلاد الكريمة، وما ينتج عنه من ظواهر العنف والإرهاب، وما يؤدي إليه من تشويه صورة الإسلام، والتأثير في أحوال المسلمين في العالم، مما يستدعي ضرورة مقاومة هذا الفكر، بكل الوسائل الممكنة، واستحضار الجذور التاريخية له وظروف نشأته، وأبرز المسببات التي اقتضت ذلك؛ للإفادة منها في برامج المناصحة والوقاية والعلاج.