ثمن المشاركون في الملتقى العلمي الأول (تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها) الذي حظي برعاية خادم الحرمين الشريفين، على ما تقوم به المملكة من إجراءات وأساليب فكرية وأمنية وقضائية في مواجهة الفكر الضال. وأكدوا أمس في ختام الملتقى الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية، توافق هذه الإجراءات مع المنهج الشرعي المبني على رعاية المصالح وإحقاق العدل والإعذار إلى الله عز وجل وتوفير بيئة آمنة للمواطنين والمقيمين على أراضيها الطاهرة. وأكدت توصيات الملتقى، خطورة الفكر الضال الطارئ على البلاد وما ينتج عنه من ظواهر العنف والإرهاب وتشويه صورة الإسلام والتأثير في أحوال المسلمين في العالم ما يستدعي ضرورة مقاومة هذا الفكر بكل الوسائل الممكنة واستحضار الجذور التاريخية له وظروف نشأته وأبرز المسببات التي اقتضت ذلك للإفادة منها في برامج المناصحة والوقاية والعلاج. وأوصى المشاركون في الملتقى باستقراء شبهات دعاة الفكر الضال واستعراض دعاواهم وفتاواهم وتتبع مقالاتهم ومؤلفاتهم وسائر خطاباتهم ثم الرد عليهم بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي المقنع وصياغتها في قالب سهل ميسر بحيث لا تبقى في مستوى النخب والخاصة ونشر الجهود الفكرية على نطاق واسع حتى يستفاد منها على أن يتولى ذلك ذوو الكفاءاتِ العلمية والتخصصات الدقيقة والمهارات الحوارية. كما أكد المشاركون على العناية بالأبعاد الوقائية وبث الوعي والفكر الصحيح والمنهج السليم وتفعيل شراكات المركز مع المؤسسات التعليمية في مراحل التعليم المختلفة وصولاً إلى شرائح الشباب والفتيات وتحصيناً لها من المؤثرات التي تستهدف ولاءها للدين والوطن. كما أوصى بالعناية بالشباب وربطهم بالعلماء الربانيين تحقيقًا لحصانتهم من كل فكر منحرف ومبدأ دخيل مؤكدين على تفعيل المناصحة الوقائية على مدار العام وفق خطط مدروسة بالشراكة مع الجهات الرسمية المهتمة بهذا الشأن وذلك لبث الفكر الصحيح والمنهج السليم بين أوساط الشباب في التعليم العام والعالي وبين كافة مكونات المجتمع ومؤسساته. وأقترح المشاركون إقامة لقاءات دورية بين أعضاء لجان المناصحة ولقاءات أخرى مع كبار العلماء والمسؤولين عن أعمال المناصحة وتوفير المعلومات التي تعينهم على التكيف مع المستجدات والوقائع مؤكدين على ضرورة التكامل بين المتخصصين في العلوم الشرعية وغيرها من العلوم الاجتماعية والنفسية للاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية والتجارب في مجال الإرشاد والتوجيه والعلاج النفسي والاجتماعي في إنجاح جهود المناصحة وتحقيق الفوائد المرجوة منها. كما أكد أهمية أن تضطلع الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى بدورها في عملية إنجاح المناصحة وذلك بإمداد لجان المناصحة بالعلماء وبالمختصين المتميزين بعلمهم وبسلامة المنهج والصادقين في ولائهم لدينهم ووطنهم ومليكهم. كما أوصى بدعم برامج المناصحة بالأعضاء وتفريغهم من مهامهم في جهات عملهم بشكل دوري. ورأت التوصيات الحاجة لإقامة دورات تدريبية وتأهيل علمي للمشاركين في لجان المناصحة في جميع مناطق المملكة، كما أوصى بتحفيز أعضاء لجان المناصحة بما يميزهم ويعينهم على أداء مهامهم كالتأمين الطبي والاستفادة من مستشفيات قوى الأمن ومنحهم بطاقات عضوية المركز لتسهيل مهامهم. ودعا الملتقى إلى استثمار وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في بيان جهود المناصحة وتذليل سبل تقبُّلها لدى مختلف شرائح المجتمع وبيان أهميتها وفضلها وعرض المبادرات الناجحة في تطبيقات المناصحة وطرق تقديمها إلى الآخرين كنماذج تحتذى، مع التأكيد على وضع استراتيجية إعلامية تبين الجهود التي تبذل في تحقيق الأمن الفكري والاستفادة من أعضاء لجان المناصحة في ذلك، وإصدار مجلة دورية بعنوان "مناصحة" تعنى بأخبار المركز ومخرجاته ويشترك فيها المستفيدون وأن ينبثق عن الملتقى مشروع بحثي علمي تعرض عليه المداخلات والمداولات التي تمت في ورش العمل والجلسات العلمية للملتقى ويعززها بما يراه من أساليب علمية كما يدعو إلى إنشاءِ مراكزَ علميةٍ وبحثيةٍ وكراسي علمية خاصة بمناشط مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية والدراسات المتصلة بها تعنى بنشر الأبحاث العلمية ورصد واقع المناصحة وتقويمها وتطويرها. كما اوصى بإقامة ملتقيات علمية وأخرى تقويمية لبرنامج الرعاية والتأهيل وبرنامج الرعاية اللاحقة التي ينفذها مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية برعاية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالشراكة مع المركز ليكتمل عقد التقويم والتطوير لبرامج المركز الثلاثة.