اختتم الملتقى العلمي الأول «تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها» اليوم (الأربعاء) فعالياته، الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بحضور مدير الجامعة الدكتور سليمان أبا الخيل. وخرج المشاركون في الملتقى بالعديد من التوصيات تلاها وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية رئيس اللجنة العلمية الدكتور إبراهيم الميمن، من أهمها، أن المشاركين ثمنوا ما تقوم به هذه البلاد المباركة من إجراءات وأساليب فكرية وأمنية وقضائية في مواجهة الفكر الضال، مؤكدين توافقها مع المنهج الشرعي المبني على رعاية المصالح، وإحقاق العدل، والإعذار إلى الله عز وجل، وتوفير بيئة آمنة للمواطنين والمقيمين على أراضيها الطاهرة. ورفع المشاركون بهذه المناسبة الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني، على أعمالهم الجليلة في سبيل خدمة الوطن والذود عنه. وقدر الملتقى الدور الريادي وطنياً وعالمياً لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بوزارة الداخلية، وما حققه من نجاحات كبرى وما قدمه من أعمال رائدة في مجاله، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى الاستفادة من تجربته، وتعميمها في جميع المجالات. ونوه المشاركون في الملتقى بجهود ودعم وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الراعي الأول لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، ومبتكر هذا المنهج الرائد الذي أثبت أنه علاج ناجع في مواجهة الفكر الضال. وثمنت الجهات المنظمة لهذا الملتقى والمشاركون فيه الموافقة السامية على عقد هذا الملتقى المهم، وتتويجه برعاية خادم الحرمين الشريفين، مشيدين بهذا الاهتمام الكبير الذي يوليه ولاة أمر هذه البلاد لأبنائها ممن يراد إعادتهم إلى جادة الصواب، مؤكدين أهمية استمرار عقد مثل هذه الملتقيات التي تسهم في تبادل الخبرات، والتباحث في القضايا المستجدة، مما ينعكس أثره إيجاباً على أداء لجان المناصحة. وأكد الملتقى الخطورة البالغة للفكر الضال الطارئ على هذه البلاد الكريمة، وما ينتج عنه من ظواهر العنف والإرهاب، وما يؤدي إليه من تشويه صورة الإسلام، والتأثير في أحوال المسلمين في العالم، مما يستدعي ضرورة مقاومة هذا الفكر، بكل الوسائل الممكنة، واستحضار الجذور التاريخية له وظروف نشأته، وأبرز المسببات التي اقتضت ذلك، للإفادة منها في برامج المناصحة والوقاية والعلاج. وأوصى المشاركون في الملتقى باستقراء شبهات دعاة الفكر الضال، واستعراض دعاواهم وفتاواهم، وتتبع مقالاتهم ومؤلفاتهم، وسائر خطاباتهم، ثم الرد عليهم بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي المقنع، وصياغتها في قالب سهل ميسر بحيث لا تبقى في مستوى النخب والخاصة، ونشر الجهود الفكرية على نطاق واسع، حتى يستفيد منها الجميع، ويدركون بوضوح أبعاد ثقافة الفكر الضال ومخاطره، على أن يتولى ذلك ذوو الكفاءاتِ العلمية والتخصصات الدقيقة والمهارات الحوارية. ودعوا إلى العناية بالأبعاد الوقائية، وبث الوعي والفكر الصحيح والمنهج السليم، وتفعيل شراكات المركز مع المؤسسات التعليمية في مراحل التعليم المختلفة، وصولاً إلى شرائح الشباب والفتيات، وتحصيناً لها من المؤثرات التي تستهدف ولاءها للدين والوطن. وأبرز المشاركون في الملتقى أهمية العناية بالشباب، وربطهم بالعلماء الربانيين، تحقيقًا لحصانتهم من كل فكر منحرف، ومبدأ دخيل، مؤكدين ضرورة تفعيل المناصحة الوقائية على مدار العام وفق خطط مدروسة بالشراكة مع الجهات الرسمية المهتمة بهذا الشأن، وذلك لبث الفكر الصحيح، والمنهج السليم بين أوساط الشباب في التعليم العام والعالي، وبين جميع مكونات المجتمع ومؤسساته. واقترح المشاركون في الملتقى العلمي الأول «تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها»، إقامة لقاءات دورية بين أعضاء لجان المناصحة، ولقاءات أخرى مع كبار العلماء والمسؤولين عن أعمال المناصحة، وتوفير المعلومات التي تعينهم على التكيف مع المستجدات والوقائع. وأكدوا ضرورة التكامل بين المتخصصين في العلوم الشرعية وغيرها من العلوم الاجتماعية والنفسية، للاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية والتجارب في مجال الإرشاد والتوجيه والعلاج النفسي والاجتماعي، في إنجاح جهود المناصحة وتحقيق الفوائد المرجوة منها. كما أكدوا أهمية أن تضطلع الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى بدورها في عملية إنجاح المناصحة، وذلك بإمداد لجان المناصحة بالعلماء، والمختصين المتميزين بعلمهم وبسلامة المنهج، والصادقين في ولائهم لدينهم ووطنهم ومليكهم. وأوصى المشاركون في الملتقى بدعم برامج المناصحة بالأعضاء وتفريغهم من مهامهم في جهات عملهم بشكل دوري. ورأى المشاركون في الملتقى الحاجة لإقامة دورات تدريبية، وتأهيل علمي للمشاركين في لجان المناصحة،في جميع مناطق المملكة المختلفة، ولا سيما في المهارات الحوارية، والقراءات الاستشرافية، والحس الأمني،واقترحوا قيام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بذلك لما لها من خبرة وتميز في هذا المجال. وأوصوا بتحفيز أعضاء لجان المناصحة بما يميزهم ويعينهم على أداء مهامهم، كالتأمين الطبي والاستفادة من مستشفيات قوى الأمن، ومنحهم بطاقات عضوية المركز لتسهيل مهامهم. ودعا المشاركون في الملتقى إلى استثمار وسائل الإعلام، التقليدية والحديثة في بيان جهود المناصحة، وتذليل سبل تقبُّلها لدى مختلف شرائح المجتمع، وبيان أهميتها وفضلها، وعرض المبادرات الناجحة في تطبيقات المناصحة، وطرق تقديمها إلى الآخرين، كنماذج تحتذى. وأكد الملتقى أهمية وضع استراتيجية إعلامية تبين الجهود التي تبذل في تحقيق الأمن الفكري، والاستفادة من أعضاء لجان المناصحة في ذلك، مقترحاً في هذا الصدد إصدار مجلة دورية بعنوان (مناصحة) تعنى بأخبار المركز ومخرجاته، يشترك فيها المستفيدون. وأوصى المشاركون بأن ينبثق عن الملتقى مشروع بحثي علمي، تعرض عليه المداخلات والمداولات التي تمت في ورش العمل والجلسات العلمية للملتقى، ويعززها بما يراه من أساليب علمية، داعياً إلى إنشاءِ مراكزَ علميةٍ وبحثيةٍ، وكراسي علمية خاصة بمناشط مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية والدراسات المتصلة بها، تعنى بنشر الأبحاث العلمية، ورصد واقع المناصحة وتقويمها وتطويرها. كما أوصى المشاركون في الملتقى بإقامة ملتقيات علمية أخرى تقويمية لبرنامج الرعاية والتأهيل وبرنامج الرعاية اللاحقة، التي ينفذها مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، برعاية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالشراكة مع المركز، ليكتمل عقد التقويم والتطوير لبرامج المركز الثلاثة. وأعرب المشاركون في الملتقى عن أملهم في تبني هذه التوصيات، وتداولها بين الجهات ذات العلاقة، وتشكيل لجنة لمتابعة تفعيلها، والعمل على متابعتها وتقييم آثارها بالأساليب المتبعة في التقويم.