مارس الصدق في القول.. لتصل إلى القلوب أسرع وأنقى.. تلك مقولة.. أصبحت ملونة لدرجة سوء الظن. حينما تكتب تذهب جل العقول للزوايا المظلمة مشرحة نصك لفئة أو جماعة أو تيار موغلة في المصلحة. لم تعد الكتابة مسؤولية والكلمة شرف.. بل مصلحة تصنفك وفق أهوائهم. النقد عافية.. بحاجة لوعي وصدر حسن الظن.. النقد بحاجة إلى صدق وشجاعة.. النقد بحاجة لنوايا طيبة. في الأهلي الهواء لا يساعدك على التنفس.. في الأهلي البيئة لا تقبل صدق الكلام.. في الأهلي النقد الصادق ضعيف وعلى استحياء.. في الأهلي غاب النقد وحضر التساؤل.. حتى ترهل سيد الأندية. لن أتحدث عن الفريق في الميدان وكوارثيته (مدربين ولاعبين) لا توجد خبايا أو زوايا مظلمة بل مشاع للعيان تناقض وضعف في التعاقدات الأجنبية والمحلية، حضور واستغناء لا تعرف الأسباب أو المسببات كل ذاك نتاج فكر متضارب لا تعرف من يوعز به ومن يتخذ قراره. هذا الخلل المنتشر في جسد الأهلي بات مرضا مستحكما، السؤال الأكبر بحجم معاناة أجيال.. لماذا استوطن هذا المرض وانتشر في الجسد كافة.. هنا يكمن السؤال وتصعب الإجابة. لن أستفيض هنا بل سأحيل الأهلاويين جميعا لعدد عكاظ الثلاثاء الماضي 31 ديسمبر 2013م إذ قدم «خبير محايد» مصلحة الأهلي الكيان مثل كل الكيانات الأخرى في المملكة.. قدم للأهلي خريطة طريق للعودة لأمجاده بعد أن استفحلت عليهم كل الحلول تحت مسمى (إنقاذ الأهلي مرهون بوضع استراتيجية جديدة قبل فوات الآوان). صنف الأزمة، شرح الموقف، أظهر الاختلافات والخلل بين مكونات الحراك في النادي، حدد مسؤولية الانتكاسة، وقدم الحلول، بل والحل الأمثل في أن تكون هناك استراتيجية ثابتة لمعالجة كل إشكالات النادي.. فنية وإدارية تجعل من هذه الاستراتيجية وقود نجاح تحدد فيها حتى القواعد المناسبة لاختيارات المدرب واللاعبين من ضمنها القرار الجماعي في اختيار المحترفين وفق احتياجات النادي الفعلية لشغل مناطق الفراغ والضعف فيه. مأساة الرجل / أو المؤسسة ضعفه أمام نفسه – عدم قراءته لواقعه لذلك كلما استمر هذا الضعف كان الاهتراء. هل وصل الأهلي لمرحلة (الاهتراء).. نعم كل الإرهاصات تؤكد ذلك.. ثقوب لدرجة العجز بات سدادها غير ممكن والاحتمالات غير قادرة عليها.. بات الأهلي «هيكلا» مهما حاولت تغيير ملامحه تظل أسسه وقواعده عاجزة عن تحمله. أجزم أن حالة الانهيار ليس في الفريق الأول لكرة القدم فقط بل حتى الألعاب المختلفة عنوان لهذا الاهتراء وليس الخلل. لكن ساكنيه حتى اللحظة متمسكون بما بقي من زواياه للاستظلال به خوفا من الخروج لإعادة بنائه. إذا وصل الحال بالإنسان أن غيابه أو خروجه خسارة لا تعوض فكيف نؤمن أن هناك غدا وأن الحياة تستمر. في الأندية السعودية هناك شبه اتفاق أن لكل ناد خاصيته تختلف مشاربها ومرجعيتها، هذه المرجعية وثقافتها هي من تحدد من يمسك بزمام الأمور . الأهلي لا يشبه الهلال ولا الاتحاد .. هناك تفرد بمرجعية كل ناد وطريقة توجهاته وبنائه.. هذا التفرد أصبح عبئا على الأندية وهو ما يكبلها في ظل خلل في الأنظمة تحمل مسؤوليتها في كيفية وصول المتنفذين وبين الإمساك بزمام القرار في الأندية حتى باتت التغيير مستحيلا. في الأهلي أقول وبصدق لن تحل أزماته وإن كل الحلول مسكنات .. ليس لعدم المعرفة لكن لعدم الرغبة في الاقتراب من الجرح أو ملامسته. في الأهلي باتت كلمة كفاية بعد أن كانت كفى.. هي الأكثر ترددا.. ماذا بعدها من كلمة أو فعل؟ هذا ما ستحدده نوعية الإجراءات لوقف هذا الانهيار.. وإن كان ما يخشاه المدرج المجنون أن يذهب ما بقي من الأهلي في مهب «العروبة والهلال».. عندها أتخيل أن الأهلي قد أصيب بكسر ظهر.