يحل العام 2014 م على المنطقة العربية وسط تحديات سياسية وأمنية كبيرة، تحديات تلامس المصير والمستقبل والهوية. في سورية مذبحة مستمرة، وفي مصر ظلامية تأبى أن تعقل.. وفي ليبيا مصير مجهول يرتسم للأيام المقبلة، وغيرها من البلدان العربية، ناهيك عن فلسطين والقضية المركزية. المحاضر في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية الدكتور عامر مشموشي قال ل «عكاظ» إن العالم العربي، وبعد مرور أكثر من عامين، ما زال يعيش أزمات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا واليمن، والتي لم تستطع أن تستقر حتى الآن، إضافة إلى الوضع المأزوم في سورية باستمرار الحرب. واستبعد أن يكون 2014 أفضل من سابقه، فلبنان يعيش حالة فراغ في كل مؤسساته، ما يهدد الدولة بالانهيار، وفي سورية الوضع لن يكون أفضل، خصوصا أن المؤشرات لا تدل بأن هناك نهاية أو تسوية تلوح في أفق جنيف2، ومن ثم فإن 2013 بكل أزماته وسيئاته ودمائه وانهياراته سينسحب على العام الجديد، رغم التمنيات بأن يحمل هذا العام بارقة أمل أو طاقة فرج، ولكن في السياسة كل التمنيات تتوقف أمام التداعيات. من جهته، صنف المحاضر في الجامعة اللبنانية كلية العلوم الاجتماعية الدكتور محمد المصري 2013 بأسوأ عام مر على المنطقة العربية وعلى لبنان بشكل خاص، بسبب مشاركة حزب الله بالقتال في سورية، فهو عام القتل والتدمير والخراب والتشريد الذي طال ملايين السوريين، مرورا بعواصم عدد من الدول العربية كتونس وليبيا واليمن ومصر، وتجدد الأزمة في العراق والسودان. وقال إنه بعد الاتصالات التي جرت بين الغرب وطهران حول الملف النووي، فثمة إمكانية أن تطرح معطيات جيدة بالنسبة للعالم العربي والإسلامي، إذا صدقت النوايا وتزامنت الأفعال مع الأقوال. وأضاف «ننتظر أن تنعكس هذه التطورات إيجابا على الواقع العربي»، معربا عن اعتقاده أن انعكاسها على لبنان سيترجم بانسحاب حزب الله من سورية، وربما ستترجم في توقف إيران عن دعم النظام السوري. وأفاد المصري أن العام 2014، وإن لم يشهد هذه الانفراجات، لكنه سيحملها معه إلى السنوات التالية، كما أن بوادر هذه الانفراجات سيشهدها لبنان، خصوصا في الاستحقاق الرئاسي. بدوره، قلل كبير المحللين في السياسة الخارجية جورج علم من احتمال حدوث انفراجة كبيرة في 2014. وقال ل«عكاظ»: ليس هناك ما يشير إلى أننا ذاهبون إلى الاستقرار أو بإمكانية قبول الآخر، أو حتى حد أدنى بقيام شراكة حقيقية في العالم العربي. وأضاف: في سورية مثلا الآمال معقودة على جنيف2، ولكن لن يعيد مؤتمر دولي إلى سورية دورها التاريخي في الشرق الأوسط، بل هناك قرار بالتفتيت، مدللا على ذلك أن أكراد سورية قرروا الذهاب بوفد مستقل عن المعارضة إلى جنيف2 والمطالبة بنوع من الحكم الذاتي، وهو ما يعني في رأي جورج أن الكيان السوري يتجه ربما إلى العرقنة، وهو ما ستكون له تداعيات خطيرة على لبنان ودول الجوار، ومنها تركيا التي تعاني مشكلتين كبيرتين: الطائفة العلوية والمشكلة الكردية. واعتبر جورج أن 2013 كان شاهدا على تغييرات الخارطة في معظم الدول العربية التي ما زالت تعيش انتفاضاتها، مشيرا إلى أن الانتفاضات التي انطلقت في بعض الدول العربية انسحبت من أيدي العرب، وأصبحت في أيدي دول كبيرة تتحالف على ثروات هذه الدول من خلال الأطراف المحلية المتصارعة، والتي لم تأخذ حتى اليوم مكانها في السياسة الديمقراطية.