أوضح رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» محمد عبدالله الشريف أن «الهيئة مازالت في البدايات ولم تكمل 3 أعوام إلا أننا نشعر بأننا الطريق الصحيح»، وأضاف «الهيئة ليس من صلاحيتها التحقيق والاستجواب لأن ذلك موكل إلى جهات مستقلة»، وزاد «نتمنى وجود محكمة تتولى قضايا الفساد للإسراع في إنهاء القضايا»، مبينا أن البعض لم يتفهم دور الهيئة لاعتقادهم أن دورها هو التجسس، منوها بأن الجهات بدأت بالتجاوب سريعا مع الهيئة. وأشار الشريف خلال الاحتفاء به من قبل اثنينية عبدالمقصود خوجة البارحة نظير جهوده وأعماله، «لم نتمكن حتى اليوم من حصر إحصاءات الفساد»، وقال: «أكثر مشكلات المواطنين تتمثل في نقص الخدمات وخصوصا القاطنين في المناطق البعيدة فجاء توجيه من خادم الحرمين الشريفين بعدم اقتصار الهيئة على تلقي البلاغات وإنما الوقوف على الخدمات للتأكد من وصولها للمواطن»، وأضاف «نعمل ليكون المواطن هو الرقيب فيبلغ الهيئة حال التأخر أو التعثر في المشاريع»، مبينا أن الهيئة تتحرى عن أوجه الفساد في العقود الحكومية، وكيف تتابع الأنظمة والقرارات الملكية، راجيا من الجهات الحكومية صاحبة المشاريع الحرص على تنفيذ المشاريع جيدا سواء في التنفيذ والتحري لمواقع المشاريع أو الاستشاري الذي يتابع المشروع، موضحا أن للهيئة دورا تجاه المنشآت المتعثرة أو الجسور التي سقطت، فهي تتعقب ذلك وغالبا يتضح لها أنه ضعف الصيانة والتشغيل، نافيا أن يكون اهتمام الهيئة بالقضايا الهامشية فقط وإنما تهتم بكافة القضايا، وقال: «مكافحة الفساد مهمة وطنية يشترك الجميع فيها، ولابد على الجهات من التعاون في ذلك»، منوها بأن الهيئة افتتحت 3 فروع في 3 مناطق وبصدد افتتاح فروع أخرى، موضحا أن هناك زيادة في نسب البلاغات تصل أحيانا في اليوم الواحد إلى 100 بلاغ. وأشاد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بدور الإعلام وخصوصا الصحافة قائلا: «للصحف دور كبير إذ يتابعون كل ما ينشر»، معتبرا الصحافة الشريك الرئيس لها في عملها، وأضاف «الهيئة لا تقتصر جهودها على الجهات الحكومية بل حتى الشركات المملوكة للدولة سواء ملكا كاملا أو جزئيا، وكيف أن على المؤسسات الخاصة مكافحة الفساد وتقديم ذلك للهيئة»، وزاد «نؤمن في الهيئة بأمور لكنها ليست مخولة لنا فنقر مثلا بمبدأ التشهير لمنع الفساد إلا أن التشهير لا يكون إلا بحكم قضائي، فضلا عن أن التشهير لا ينبغي بالمتهم لكونه بريئا حتى تثبت إدانته». وحول البطالة، قال: «الهيئة ملزمة بتنفيذ الأوامر إذ عملت على تثبيت الموظفين المؤقتين العاملين على بند الأجور، وكذلك الهيئة تتعقب محاباة التوظيف كتوظيف الأقارب، والحد من استقدام غير السعوديين»، وعن طريقة التعامل مع البلاغات الكيدية أو المجهولة أو التي لم تستوف المعلومات فقال: «تعمل الهيئة على استيفاء بيانات المبلغ وإهمال البلاغ المجهول، وإن اتضح أن البلاغ كيدي فيعامل كسائر البلاغات الكيدية». وعن ملاحظات الهيئة على قطاع التعليم، قال: «من الملاحظات تهالك المباني وقد قامت الهيئة بدورها»، وحول الواسطة وتعطيل مصالح المواطنين والمراجعين قال: «الواسطة نوع من الفساد، وتسعى الهيئة لمحاربته، وعند تعمد الموظف تأخير المواطن فيمكن للمواطن إن رأى أن هذا تأخر متعمد فله التقدم لنزاهة». من جانبه، قال مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة: «استشعر العالم أهمية مكافحة الفساد بتكوين منظمة الشفافية الدولية، ومكافحة الفساد لا يتحقق إلا بتعاون الجهات المعنية، بتحقيق أعلى معدلات النزاهة، وتزويد المنظمات المختصة بتقارير وافية عنها»، وأضاف «تكوين الهيئة، يعني إقرارا بأن هناك بؤرا للفساد كشأن بقية المجتمعات، وهذا يعيق التنمية والبناء الاقتصادي»، معلنا في كلمته أن ضيف الاثنينية الأسبوع القادم هو الباحث والناقد والأكاديمي الأستاذ الدكتور سليمان علي الشطي.