شكرا للزميل العزيز الدكتور إبراهيم الشقيفي لغيرته على الكنوز المفقودة من تاريخ تهامة، وهمته العالية في استنهاض همم الشباب في البحث والتنقيب عن تاريخ الساحل بشكل عام، وتاريخ محافظة القنفذة وما جاورها بشكل خاص، وقد لا يعلم كثير من أبناء المحافظة مقدار التضحية العظيمة التي بذلها الأستاذان الكريمان حسن بن إبراهيم الفقيه وأحمد بن عمر الزيلعي، على مدى ما يزيد على نصف قرن من الزمان من البحث والتنقيب عن تاريخ تهامة، فكانا أول من حقق المواقع التاريخية لعشم والسرين وحمدانة والخلف والخليف ودوقة الأحلاف وحلي قديم والبرك وضنكان وحيلة المقاعدة.. وغيرها من المواقع التاريخية، من خلال مؤلفاتهما وأبحاثهما العلمية، وخصوصا أبحاث الأستاذ الدكتور أحمد الزيلعي. بقي أن تعرف الأجيال أن ما قام به الزيلعي والفقيه كان في ظروف عصيبة من وعورة الطرق والمسالك التي كان يتردد عليها الباحثان، إضافة إلى شح المعلومات وندرتها وصعوبة الحصول عليها، فقد يستوجب الحصول على أسطر معدودة عدة سفرات إلى عدة بلدان في سبيل خدمة الأجيال، وهدفهم هو المحافظة على تاريخ منطقتهم وما شهدته من شواهد تاريخية على مر العصور السابقة. إن الكرة الآن في ملعب الشباب لإكمال مسيرة الرائدين الفقيه والزيلعي في استكشاف الصفحات المغمورة من تاريخ تهامة، كيف لا وقد أصبحت طرق البحث أكثر سهولة. أيها الأحبة، كم عندنا من الشاب الحاصلين على درجة البكالوريوس في التاريخ، لو أن الجامعات كلفت كل طالب بالبحث عن تاريخ القرية التي يسكن بها لكان لدينا بنك من المعلومات التاريخية القيمة، ترى أين جهود الكلية الجامعية بالقنفذة والليث في مجال الدراسات التاريخية.. أرجو أن يكون ذلك حافزا للشباب على البحث، ففي شبابنا الخير الكثير. إبراهيم علي الفقيه