الحالات الخمس الجديدة التي ظهرت في الرياض للإصابة بفيروس كورونا شملت ثلاثة ممن يعملون في قطاع الصحة ممن خالطوا حالات إصابة مؤكدة، وإذا كان ذلك الأمر يؤكد على أن هذا الفيروس قابل للانتقال عبر الهواء وإصابة الجهاز التنفسي فإنه يؤكد أمرا أشد خطورة يتمثل في أن هذا الفيروس قادر على تجاوز التحصينات وإصابة الجهاز المسؤول عن مكافحته والسيطرة عليه في عقر داره، وهذا يعني أحد أمرين لا ثالث لهما، أولهما أن الإرشادات الصحية التي تطلقها الوزارة وتنصح المواطنين باتباعها ليست كافية لتجنب هذا المرض وهو ما يعني أن على الوزارة أن تراجع تلك التعليمات وتتعامل مع المرض وفيروسه بشكل أكثر جدية وليس باعتباره مجرد انفلونزا موسمية أو نزلة برد عابرة يكفي للوقاية منها «غسل الأيدي بصفة دورية، عدم مشاركة الآخرين في الأدوات الشخصية كالمناشف أو الأكواب والملاعق وغيرها»، أما الأمر الثاني الذي يعنيه إصابة ثلاثة من العاملين في الحقل الصحي ممن خالطوا المرضى بالفيروس فيتمثل في أن العاملين في الحقل الصحي لا يتبعون طرق الوقاية التي تنصح وزارة الصحة المواطنين باتباعها، وأن الوعي الذي تعتبره وزارة الصحة جهاز مناعة بديلا وتعول عليه في تجنب المواطنين للوقوع ضحايا لهذا الفيروس الغامض لا يتوفر حتى في العاملين في حقل الصحة ممن هم أكثر عرضة للإصابة لمخالطتهم المصابين بهذا الفيروس، وأكثر نقلا للعدوى لمخالطتهم بقية المرضى في المنشآت الصحية التي يعملون بها. وبعيدا عن هذه الدلائل التي يشير إليها خبر ظهور خمس إصابات جديدة بفيروس كورونا بينها ثلاث إصابات لعاملين في الحقل الصحي. فإن ما يدفع للقلق هو أن الأخبار التي تنشر عن هذا الفيروس القاتل لم تعد تتجاوز بيان عدد المصابين به وعدد الوفيات التي تجاوزت ثلث عدد المصابين مع تأكيد تلك الأخبار على أن الوفيات إنما كانت في كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة (يعني بالبلدي المرض مو مسؤول عن موتهم لأنهم أصلا خالصين)، وهي أخبار لا تحمل للمواطنين غير القلق خاصة حين لا يصبح هناك أي حديث عن جهود علمية تبذل في سبيل عزل الفيروس أو التوصل للقاح يقي من الإصابة به، وكأن جهود وزارة الصحة ومختبراتها وشراكاتها مع المراكز الصحية العالمية قد توقفت عند استقبال وعلاج الحالات المصابة وإعداد البيانات ونصح المواطنين بغسل اليدين عدة مرات في اليوم. [email protected]