أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: «إن المجتمعات التي لم تطلها نيران الحروب أو تمنى بالتدمير من الداخل تعيش في نعمة حقيقية؛ لأنها تنعم بالاستقرار والأمن، وعليها رعاية هذه النعم والمحافظة عليها»، وأضاف: «كل مجتمع مطالب باستجلاب أمنه الفكري والغذائي والصحي والمالي والجنائي على حد سواء، ويبذل جهده في دفع أسباب الفوضى والتفرق والتشرذم، والوقاية خير من العلاج، والدفع أولى من الرفع». وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن أفضل أدوية المحن والمصائب وأنفعها في الحال هو حسن الظن بالله من خلال استشعار الفأل الحسن في داخل الإنسان. وأشار الشريم إلى أن الله سبحانه وتعالى يجري للعباد المصائب بالأجور ويرفع الدرجات ويكفر السيئات، ثم يأتي بالفرج وجمع الدرجات، فكم من المحن في طياتها منح، وكم من عسر تبعه يسر، مؤكدا أن بداية الوصول من العسر إلى اليسر هو الفأل وحسن الظن بالله، وقال: «معترك الحياة مليء بالهموم التي يغلي بها قلب الإنسان ولا يحتمل معها هوانا ولا وقودا يزيده اشتعالا، فصروف الحياة موجعة، وترى الناس فيها بائعين، فمنهم بائع لنفسه أو معتقها أو موبقها، هكذا يكون الناس مع المحن التي تصيبهم أو تحل قريبا من دارهم إلا من رحم الله» وأضاف: «إننا نسمع ونشاهد الكثير من المصائب والأحزان التي يبتلى بها إخوة لنا في الدين أو من الجيران أو ذوي القرابة؛ لذا يتوجب علينا الوقوف أمامها محدقي الأبصار دون أن يستولي علينا اليأس أو القنوط أو أن نخبط في التعامل معها خبط عشواء؛ لأن اليأس لا يزيد الكرب إلا ضيقا ولا الضيق إلا حرجا، كأنما يصّعد أحدنا في السماء، فلا يزيد الجرح إلا إيلاما»، وتابع: «في أوقات الضيق نكون أحوج ما يكون إلى استحضار طيف السعة والفرج». ومن جهة أخرى، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح بن محمد البدير في خطبة الجمعة من المسجد النبوي الشريف أمس عن أثر التيسير على المسلم وإغاثة الملهوفين ونفع المسلمين، وقال: «أيها المسلم أخاك، أخاك اكشف عنه كربه واقض عنه دينه واطرد عنه الجوع، وخفف عنه الألم وقدم له النفع»، واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)، وقول ابن القيم رحمه الله: «على قدر الإيمان تكون هذه المواساة، فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة وكلما قوي قويت»، وحث البدير إلى المسارعة بتقديم المعروف وإغاثة الملهوف ومواساة المظلوم ورحمة المكروب، محذرا من زوال النعمة وتجاوز الحد والإسراف والطغيان، لافتا إلى أن الزوال والحرمان يعقبان الكفران والطغيان، ونصح المسلم بشكر الله على النعمة وأخذ العبرة وعدم إنفاق المال في المعاصي، وفي نهاية الخطبة دعا البدير الله أن يغني الفقراء وأهل البلاء عن سؤال عباده.