قال إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم في خطبة الجمعة أمس، «إن أي مجتمع لم تطله نيران الحروب والتدمير من الداخل والخارج لَهُو في عافية وسلامة فليَرْعها وليستجلب أسباب أمنه الفكري والغذائي والصحي والمالي والجنائي على حد سواء، وليبذل قوته وجهده لدفع أسباب الفوضى والتفرق والتشرذم قبل ألا ينفع حول ولا قوة، فإن الوقاية خير من العلاج، والدفع أولى من الرفع، وإذا لم يغبر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار». وذكر: «في معترك هذه الحياة وهمومها وغمومها وعجر الإنسان وبجره التي تغلي بفؤاده غلياناً لا يحتمل معه هواءً ولا وقوداً يزيده اشتعالاً ولا ماءً يزيد طينه بلة حتى يكون حرضاً أو يكون من الهالكين، إنها صروف حياة موجعة ترى الناس فيها يغدون فبائع نفسه منهم فمعتقها أو موبقها، هكذا هم الناس مع الغِيَر والمحن التي تصيبهم أو تحل قريباً من دارهم، إلا من رحم الله، إننا لنشاهد بأعيننا ونسمع بآذاننا المصائب إثر المصائب والأحزان إثر الأحزان لإخواننا في الدين أو جيران أو قرابة أو لنا نحن قبلهم أو بعدهم عافانا الله وإياكم منها». وقال «إن أحسن أدوية المحن والمُلمَّات وأنفعها في الحال والمآل هو حسن الظن بالله من خلال وجود الفأل الحسن في داخل المرء؛ إذ بالفأل يَحسُن ظنك بربك وتقتدي بهدي نبيك صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل الحسن ويكره الطِّيَرة وهي التشاؤم؛ لأنها سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق». وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة «إن المسلم يشاطر أخاه أساه ويواسيه في بلواه ويتوجع له في عثرته وشكواه، وأنه قد حل بأهل الإسلام بلاء وجوع وكوارث وحروب ذميمة بلغت منهم مبلغاً أليماً ونزلت بهم كربتها وأحاطت بهم شدتها ولازمتهم محنتها حتى صار ألمها أشد من ألم الموت». وحث أهل الشفقة والإحسان وأهل التقوى والإيمان على الصدقة وإنقاذهم من مهاوي الذل والانكسار، مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرَّج عن مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، وقوله صلى الله عليه وسلم «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن أو تكشف عنه كَرْباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً». وخلص إلى تحذير الذين يبذلون أموالهم في الملاهي والمفاخرة، والمكاثرة، والتباهي، ومجاوزة الحد والقصد، من زوال النعمة والحرمان.