يزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المملكة خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، حسب ما أعلن قصر الإليزيه. ويلتقي الرئيس الفرنسي - الذي زار المملكة قبل نحو عام- خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لبحث العلاقات الثنائية، وعدد من الموضوعات الإقليمية في مقدمتها الأزمة السورية، والملف النووي الإيراني.. وتهيمن على الزيارة التي تدوم 24 ساعة قضايا اقتصادية وسياسية. ورأى مراقبون، أن الزيارة تمثل دفعا للعلاقات السعودية الفرنسية. وقال مدير معهد جنيف الدكتور حسني عبيدي، إن زيارة هولاند مؤشر قوي على متانة العلاقات بين الرياض وباريس. وأضاف أنه من النادر أن يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة دولة بمعدل زيارة كل عام. ورأى أن هولاند يطمح إلى التوقيع على الاتفاقيات الاقتصادية في مجالات مختلفة. وأضاف ل«عكاظ» أن باريس تريد أن تزود الرياض بأجهزة متطورة في مجال المراقبة الأرضية على الحدود والدفاع الجوي، كما أنه يأمل في جلب استثمارات سعودية إلى السوق الفرنسية. واتفق عبيدي والمستشار السياسي لمجموعة القنوات الفرنسية كريستيان ملار، في أن موعد الزيارة له دلالاته السياسية في ظل توجه غربي لتطبيع العلاقات مع طهران وتخفيض العقوبات، وهو ما خلق شرخا في العلاقة الإستراتيجية مع واشنطن، وأن وموقف باريس لقي استحسان الرياض. واعتبر لامار أن الملف السوري يعد الأبرز الذي يجب أن تتفق حوله باريس والرياض، في ظل التردد الأمريكي. وعد ارتفاع وتيرة التواصل بين الرياض وباريس، توجها إستراتيجيا من المملكة نحو تنويع شركائها الإستراتيجيين، وتأكيدا على ضرورة ترسيخ العلاقات مع الأصدقاء. واتفقت صحف «ليبراسيون» و«لوفيغارو» و«لوموند» على أن الزيارة تؤسس لاتفاقيات اقتصادية وآفاق استثمارات سعودية فرنسية، لإنقاذ الإخفاقات التي شهدها القطاع الاقتصادي في 2013 ومحاولة دخول عدد من الشركات الفرنسية في قطاعات اقتصادية سعودية. وذهبت مجلة لوبينون (الرأي) للتذكير بالصفعة التاريخية التي وجهتها المملكة للأمم المتحدة برفضها مقعد مجلس الأمن. واعتبرت أن فرنسا اتجهت نحو السعودية لتقارب المواقف بين البلدين إزاء القضايا الإقليمية، ولكن يبقى التقارب الاقتصادي هو الأهم لحاجة فرنسا لإنعاش الصفقات الاقتصادية وعقد صفقات جديدة. وتضيف «الباريزيان» أن رغبة باريس في تنسيق المواقف مع الرياض يندرج في تقارب الرؤى بين البلدين حول الكثير من المسائل الإقليمية خاصة الأزمة السورية، في ظل تباعد المواقف مع الولاياتالمتحدة، حيث تشاطر باريس الرياض مواقفها الحازمة من نظامي طهران ودمشق. ورأت لوموند أن «توقيت الزيارة اختير بعناية قبيل مؤتمر جنيف 2، لتوحيد الرؤى السعودية - الفرنسية بشأن الملف السوري».