عدم توفر وسائل السلامة واشتراطاتها يشعل الحرائق في المستودعات، إضافة إلى قلة الصيانة وهناك من يعزو الأمر إلى قرب انتهاء السنة الميلادية خاصة حين يكون هناك كساد في سلعة ما ويرغب من خلاله ضعاف النفوس في استثمار ذلك من خلال تعويض مجز من قبل شركات التأمين. «عكاظ» تحدثت في هذا الأمر مع عدد من المختصين في البداية، وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني في جدة العميد سالم المطرفي بأن نسبة الانخفاض في حرائق المستودعات بلغت 90% وهي تأتي بتدرج منخفض حيث خلال أربعة أشهر لم يتم تسجيل سوى أربعة حرائق فقط، مضيفا أن المستودعات تخضع للإشراف الوقائي بأن تكون مرخصة ولها عقود سارية المفعول وأن يكون المستودع منفذا للتعليمات حسب لائحة مستويات التخزين، وتطرق إلى بعض المشكلات التي تعاني منها بعض المستودعات إذ أن الارتدادات يتم استخدامها في التخزين وهذا أمر مخالف بالإضافة إلى أن هناك من يقوم من المستودعات بالتأمين دون النظر إلى توفير متطلبات واشتراطات السلامة، لافتا إلى أن القيام بعمليات اللحام دون توخي متطلبات السلامة أمر مخالف أيضا. وبين المطرفي أن إدارة الدفاع المدني منذ نهاية شهر رجب في العام الماضي تقوم بحملات مكثفة حيث تم إخضاع مجموعات كبيرة من المستودعات المخالفة لشروط السلامة، وأكد بأن الإدارة ستواصل العمل على استمرار كافة حملات السلامة على المستودعات. وأشار المطرفي إلى أن إدارة الدفاع المدني أرسلت خطابا إلى الغرفة التجارية بجدة وذلك لعقد اجتماع مع أصحاب المستودعات والمصانع وذلك لحثهم وإيضاح أهمية توفير متطلبات السلامة للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ونشر ثقافة السلامة وتدابيرها ووسائلها. إلى ذلك، قال خلدون بركات رئيس لجنة التأمينات في الغرفة التجارية بجدة «إننا لا نستطيع رمي الاتهامات بأن الحرائق مفتعلة ولكن حين يتم إخطار شركة التأمين بوقوع حريق في أحد المصانع أو المستودعات تسعى شركة التأمين إلى معرفة ملابسات ووقائع الحادثة وتعين خبيرا ميدانيا متخصصا حيث يعاين الحادث ويطلع على تقرير الدفاع المدني»، مضيفا أنه في حال توافرت كل التوضيحات والدلائل المقنعة بأن الحادث غير مفتعل أو مدبر تصرف التعويضات حسب النظام فورا. وأشار بركات إلى أن هناك حالات نادرة يحاول من خلالها ذوو النفوس الضعيفة افتعال حريق عن طريق تماس كهربائي وغيره ويتم افتعال الحادث بسبب وجود مواد متضررة أو كساد في سلع معينة خاصة إذا كان مبلغ التعويض كبير، لكنه لفت إلى أن مثل هذه الحالات تعد نادرة الحدوث. وشدد على أن سوق التأمينات في المملكة على الممتلكات يعد سوقا رابحا لشركات التأمين نظرا لنسبة الحوادث القليلة، مفيدا أن أغلب المشكلات التي تواجهها لجنة التأمينات هي اختلاف مفهوم كلمة التأمين عند المؤمن وكذلك مضمون الوثيقة وهذا الأمر يعود إلى ثقافة التأمين. وأوضح علي القرني بأن من أهم أسباب الحرائق بالمستودعات هو تواجد مسكن خاص بالعاملين بها بجوارها وهو الأمر الذي يشكل خطرا عليهم إذ لا بد من الالتفات إلى هذا الأمر، مضيفا أن التخزين الزائد واستغلال الممرات الجانبية بين البضائع للتخزين يعد أمرا خطرا على السلامة ومسببا للحريق.