بأي حال عدت يا «عيد» يطوي الاتحاد السعودي لكرة القدم صفحته الأخيرة من عامه الأول وسط جملة إرهاصات عكست حجم التحديات التي تواجهها لجانه المختلفة، في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات المطالبة بالتغيير وتنامت معه حدة النقد والسخط، ووسط كل ذلك يتعين على الاتحاد المنتخب المضي قدما في ترسية قواعد الاحتراف الحقيقي على أسس صلبة لا مجال فيها للاجتهادات والتأويل وارتجالية القرار، والنأي بوضوح عن التخبط الإداري أو الإذعان للضغوطات التي تمارسها بعض الجهات للقفز فوق منطق الاحتراف ونص القانون. عام كامل لامس فيه أحمد عيد ورفاقه أطراف التطوير، لكنهم في واقع الحال على بعد مسافات طويلة من الطموحات والتطلعات التي تعشم بها الرياضيون، فالوصول إلى نهائي بطولة قارية لم يكن هدفا ينشده السعوديون وهم من اعتلى عرش أكبر قارات العالم وحققوا لقبها في ثلاث مناسبات، فالمطلوب عمل دؤوب لانتشال الرياضة السعودية من وحل الإحباط الذي غرقت فيه حتى عطلها عن تحقيق أهدافها. يبدأ الرئيس موسمه الثاني بما يمكن أن يرسم صورة جميلة لعام مليء بالعمل الإيجابي وهو قادم من مهمة غير مسبوقة لمسؤول سعودي بإشرافه على نهائي مونديال العالم للأندية، وهو حدث يتسحق الإشادة به من منطلق الثقة التي نالها من اتحاد اللعبة، نؤمل أن يكون منطلقا لثقة أكبر من الشارع الرياضي في اتحاده وإدارته.