أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة الانتهاكات الواسعة والممنهجة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية وجميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي تقوم بها السلطات السورية ومليشيات الشبيحة التابعة لها ضد أبناء الشعب السوري. وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول، مشروع القرار الذي تقدمت به المملكة ويعبر عن غضب المجتمع الدولي من انتهاكات واسعة ومنظمة لحقوق الإنسان تقوم بها السلطات السورية. ويعد مشروع القرار الذي قدمته المملكة، بالنيابة عن عشرات الدول بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية، واحدا من أقوى الانتقادات للنظام السوري، وأجيز بأغلبية 127 صوتا مقابل 13 وامتناع 47 دولة عن التصويت. وعبر القرار عن القلق الكبير من انتشار التطرف ووجود مجموعات متطرفة في سوريا. ويدين القرار استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وأشار بقوة إلى استخدامها من قبل الحكومة السورية في هجوم جرى في 21 أغسطس الماضي، وأدى إلى مقتل مئات المدنيين في الغوطة بضواحي دمشق. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية ضد كل المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة الكيماوية لتأكيد محاسبتهم، مطالبا بوضع حد لكل انتهاكات حقوق الإنسان وإطلاق سراح كل المحتجزين فورا واتخاذ خطوات فورية من قبل الحكومة السورية لتوسيع عمليات الإغاثة الإنسانية. كما أكدت اللجنة الدولية للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي في سوريا أن قوات النظام السوري ارتكبت عمليات اختفاء قسري ممنهجة ضد السكان المدنيين على نطاق واسع كجزء من حملة التخويف وهي ممارسات تصنف بالجرائم ضد الإنسانية. جاء ذلك في تقرير أصدرته اللجنة أمس بعنوان «الاختفاء القسري بدون أن يترك أثر» يغطي الفترة من مارس 2011م إلى نوفمبر 2013م. وكشفت تحقيقات اللجنة والشهادات الموثقة عن نمط اتبعته قوات النظام والميليشيات الموالية له بالقبض على الذكور البالغين في عمليات اعتقال جماعي. وجاء في التقرير أيضًا أن عمليات الاختفاء القسري الممنهج بدأت مع اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في مارس 2011م لنشر الخوف والترهيب بين المدنيين والصحفيين ورجال الدين والعاملين في المجال الإنساني وعائلاتهم. وأعربت اللجنة في تقريرها عن أسفها لعدم سماح النظام للجنة بدخول الأراضي السورية وإجراء التحقيقات داخل البلاد. من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، إن تصريحات بشار الأسد حول استعداده الترشح مجددا للرئاسة لا يساعد على حل الأزمة في البلاد. ميدانيا واصل الطيران الحربي للنظام السوري شن غارات على مناطق في مدينة حلب شمال سوريا لليوم الخامس على التوالي، موسعا قصفه الجوي امس ليطال مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. وافاد المرصد ان غارات امس ادت الى مقتل 11 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال وأربع سيدات في بلدات بريف حلب. وافاد مركز حلب الاعلامي: «بعد أربعة أيام من قصف الطيران المروحي مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، حول النظام مسار ضرباته الجوية ليستهدف منذ الصباح قرية تل علم بالبراميل في ريف السفيرة (جنوب شرق)». وقالت منظمة «اطباء بلا حدود» ان حصيلة القصف الدامي المتواصل ارتفعت الى 189 قتيلا خلال أربعة أيام.