كتب الأستاذ الدكتور عبدالله حسين با سلامة في هذه الجريدة الصادرة يوم السبت 4 صفر 1435ه تحدث عن صعوبة وأهمية عينة الوريد وكيف قام بإجرائها لأحد كبار الشخصيات وتوفق توفيقا من الله دون عناء أو ألم. هذه القصة عن عينة الوريد أعادت لي حادثة مثيلة تزكي لما جاء في قصة الأستاذ الدكتور باسلامة. وبادئ ذي بدء أود أن أستعرض بعض المعلومات المهمة والمفيدة للقارئ عن «عينة الوريد» فهي لا يسلم منها أحد في مجتمعنا قام بزيارة طبيب في القطاع العام لاسيما القطاع الخاص. للأسف الشديد بمفهوم خاطئ قد أصبح تحليل الدم جزءا لا يتجزأ من الكشفية عند الطبيب فيعتقد الكثير منا أن التحاليل والفحوصات هي التي تشخص المرض وليس للطبيب أي دور في التشخيص. حتى إذا وجهت سؤالا لطبيبك بعد الكشف السريري: ماذا بي يا دكتور؟ جاء الرد: ننتظر نتائج التحاليل والفحوصات. وقد حدثت لي شخصيا عندما سألت طبيب الطوارئ في مستشفى تخصصي بعد كشفه على أحد أقاربي رد علي: ننتظر نتائج التحاليل كأن المختبر هو المشخص وليس للطبيب مكان للتشخيص. نعود لموضوع عينة الوريد فما هي وكيف تؤخذ من المريض. الوريد المرفقي هو وريد سطحي في اليدين، يقوم بربط الوريد البازلي، مع الوريد الرأسي، ويستخدم عادة في بزل الوريد. يقع هذا الوريد في الحفرة المرفقية على سطح السفاق ذات الرأسين. تتواجد أحيانا هناك بعض الاختلافات البسيطة في الوريد المرفقي. غالبا يشكل الوريد شكل الحرف (H) مع الوريد الرأسي والبازلي اللذين يشكلان جوانب للحرف. بعض الأحيان يشبه شكل الحرف (M)، حيث يتفرع الوريد بفروع للوريد الرأسي والبازلي. يعتبر الدم الوريدي هو أفضل عينة لإجراء اختبارات الدم مع مراعاة عند سحب العينة أولا: يفضل أن يكون ذراع المريض دافئا لاستمرار انسياب الدم في الأوردة ثانيا: يربط ذراع المريض فوق المرفق (الكوع) بواسطة رباط مطاطي أي Tourniquet مع مراعاة عدم الضغط بشدة على ذراع المريض كيلا يحدث تكسير لكرات الدم. والموقف الذي عاد لذاكرتي كان مع معالي الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع (يرحمه الله) تنوم في المستشفى العسكري في العناية المركزة وزرته فرأيت أن ذراعه ليس بها محلول وريدي فاستفسرت من معاليه كيف يعالج في العناية المركزة وليس في ذارعه محلول وريدي فاستاء وقال: تعبوني الدكاترة والممرضات طوال الليل وهم يوخزونني بإبر يحاولون الوصول إلى وريد في ذراعي ومن كثرة وتكرار الألم طلبت منهم عدم الاستمرار في المحاولة. طلبت من معاليه أن يمنحني فرصة محاولة واحدة لكي أحصل على الوريد في ذراعه فكان رده: يا دكتور كل هؤلاء الخبراء واستشاريي التخدير والممرضات لم يتمكنوا فكيف تكون أنت أجدر منهم؟ كان ردي: لأن لدي القوة التي تعلو هؤلاء جميعهم. وبعد إصراري ووعدي بوخزة واحدة فقط فإن لم أنجح فلا أكررها فاستسلم معاليه. وفعلا بوخزة واحدة حصلت على الوريد وأدخلت الإبرة فيه وربط المحلول في ذراعه بعد تثبيته. فاستغرب معاليه وسألني من أين أتيت بهذه المعرفة والقوة كان ردي: قبل أن أدخل الإبرة قلت: بسم الله الرحمن الرحيم. قال معاليه: ونعم بالله. يرحمك الله يا عبدالوهاب. وشكرا لأستاذي د. عبدالله على «وقفة». للتواصل ((فاكس 6079343))