يعتب أهالي الشقيري على بلدية ضمد أنها لم تتابع وعد رئيسها في إنهاء وضع أنابيب المجاري التي تسيل على الوادي، مما جعلهم يعيشون في معاناة مستمرة مع التلوث والروائح الكريهة، في وقت أعابوا سوء الخدمات البلدية بالمنطقة. وأكد عدد من الأهالي أن رئيس البلدية المهندس عبدالله الحربي عندما زار الموقع قبل عشرة شهور تجاوبا مع شكاويهم ضد تسعة منازل تسرب مياه مجاريها في الوادي، وعد بتطبيق العقوبات المناسبة لحسم الأمر ضد المنازل المخالفة التي تستهتر بالبيئة، وإنهاء المشكلة لعدم تضرر الأهالي، لكنه يبدو أنه لم يتم التعامل جيدا مع هذا الملف فبقى على حاله. وكان المهندس الحربي سبق أن أعلن ل «عكاظ» أنه تم تطبيق العقوبات حسب لائحة الجزاءات والغرامات على أصحاب تلك المنازل وإنذارهم واستدعائهم عن طريق الجهات المختصة وإلزامهم بذلك. إلا أن إبراهيم خواجي من سكان الشقيري يؤكد أنه لا تزال روائح المجاري التي تضخ من حمامات المنازل القائمة على جانب الوادي بجوار الحزام مستمرة حتى يومنا هذا مهددة بأخطر الأمراض على أبناء الشقيري، وكنا قد تفاءلنا بزيارة رئيس بلدية ضمد للموقع والوقوف بنفسه على هذه المجاري لإنهائها ومحاسبة أصحابها بعد الشكاوى التي قدمت إليه، إلا أن الوضع لا يزال على ما هو عليه بل زادت أعدادها وتضاعف أخطارها، مبينا أن الوادي كان متنفسنا الوحيد ولعوائلنا في أيام الأمطار والسيول، حتى انتشرت أنابيب المجاري التي تضخ بسمومها وأمراضها وروائحها الكريهة إلى الوادي عبر الحزام على مسمع ومرأى الجميع. وذكر حسين خواجي أن مشروع الحزام المتعثر منذ أكثر من خمس سنوات كنا نعتبره واجهة الشقيري وحماية لسكانها من هجمات السيول، متسائلا لماذا تعثر هذا المشروع كل هذا الوقت، وأين ذهبت ميزانية المشروع، وكذلك أين دور المراقبين عن مثل هذه المشاريع التي صرفت عليها ملايين الريالات من أجل المواطن وراحته وسلامته، مطالبا بحملة على كل المراقبين والمشرفين المقصرين على متابعة مشاريع الدولة التي تعثرت ومحاسبتهم محاسبة جادة. وأشار إلى أن الشقيري يحيط به وادي ضمد الخطير والناس يخشون من تداعيات الطبيعة وجريان السيل في أية لحظة، ولهذا فإن الحواجز الترابية والحاجز الخرساني القديم والمتأثر نتيجة عوامل التعرية وقسوة الطبيعة وأصبح الجزء الشرقي واهيا ضعيفا لم يعد قادرا على مواجهة السيول. وأضاف شيخ قبيلة آل بت بالشقيري يحيى بن على البت أن الخطر على أبناء الشقيري شرقي ولا يزال قائم، وجميع اللجان التي عاينت الموقع أقرت الخطورة من السيول، محذرة في نفس الوقت من نتائج مأساوية لساكني الشقيري وقراها مناشدين بلدية ضمد بتنفيذ مشروع حماية من السيول، وتصحيح هذا الوضع الخطير على هذه القرى بأسرع وقت قبل أن تقع الفأس في الرأس. وأضاف الحلول المؤقتة لتضميد جراح هذه العقوم لم تجد مع خرير الماء المتدفق من المناطق المرتفعة نحو الأودية والقرى والمدن ولكن السؤال الذي يعلن نفسه هل ثمة طريقة ناجعة لكبح جماح السيول وتجفيف آثارها قبل أن تصل إلى القرى والمدن خاصة أن جميع الحلول ينتهي مفعولها وتجرفها دوامات الروتين بعد أن تجف مياه السيول. وتناول جابر معيد الأضرار الناجمة من حفريات شوارع الشقيري والتلفيات التي أحدثتها هذه الحفريات لسياراتهم محملا المسؤولية على المجلس البلدي والشركات المنفذة للمشاريع التي لم تقم بإصلاح ما أحدثته من تلفيات في هذه الشوارع رغم الانتهاء من تمديدات الشبكة وتركيب العدادات ولا ندري إلى متى نصبر على حال هذه الشوارع وحفرياتها. أما عن النظافة الغائبة والخدمات المغيبة فقد عتب أحمد وعلى خواجي على بلدية ضمد التي يرونها لم تقدم خدمات التنظيف بالصورة المطلوبة، فالشوارع تمتلئ بتلال النفايات بصورة تهدد الصحة والبيئة العامة، ولاسيما أن الحشرات الضارة تقتات من هذه التلال المكشوفة لتنقل المرض إلى الآمنين في البيوت خاصة الأطفال والمسنين. ولا يخفى أهالي الشقيري قلقهم من السلع الغذائية المنتهية الصلاحية في بعض المحلات مطالبين في نفس الوقت بجولات مكثفة على هذه المحلات ومعاينة دورية لهذه السلع التي تعرضها بعض المتاجر بلا رقابة. وذكر رئيس بلدية ضمد المهندس عبدالله الحربي بأن الحفريات في شوارع الشقيري ناتجة عن مشروع شبكة المياه الجاري تنفيذها من وزارة المياه وجاري المتابعة والتنسيق مع فرع إدارة المياه لسرعة إنهاء التوصيلات وإعادة الوضع لأصله كما كان، وجاري طرح مشروع التأهيل وصيانة الطرق بالشقيري في حالة الانتهاء من تمديدات شبكة المياه.