أشعر بكثير من النشوة حينما أكون هناك، أندمج مع الجغرافيا لدرجة أن أغني «ظبي الجنوب» لها، وبعضا مما غناه محمد عبده وكتبه إبراهيم خفاجي. فيها حلم وآمال وطموح تقرأه في عيون أهلها وفي وجوه أهلها من البشاشة ما جعل العزيز راشد الشمراني يردد ما أطيبهم. كنا هناك في العرضيات لحدثين مهمين الأول معني بصحيفتهم «عكاظ» والثاني بمهرجان العسل في ديرة أهلها عسل فاختلطت المشاعر بين الأحبة، كل نثر حبه بطريقته الخاصة فكبرت في داخلي النشوة ولم أجد بدا من القول: كل شيء حولي يذكرني بشيء. الزميل سعد زهير منح المناسبة كثيرا من تميزه نثرا وشعرا فنثر همه على غيمة جنوبية، بوعي قال من جاورني: المكان بات الإعلامي هو لسان أهله، وليس الشاعر، فعلقت عيناي ولم يعلق فمي. محافظ محافظة العرضيات الأستاذ عمران الزهراني مثل من وضعوا الثقة فيه بكلمة ضافية وبعبارات زاوج فيها بين عسل الكلام وعسل المناسبة تذكرت مع بعض جملها دايم السيف جابر عثرات الكلام. كان الزميل الدكتور محمد علي الحربي يردد بعد أن شاهد وسمع من خلالهم ما سمع من حسن الكلام عن «عكاظ» هي كما عهدتموها: صوت المواطن وضمير الوطن. الشيخ عبدالرحمن بن حوفان وأخوه أبو الوليد يمثلان حجر الزاوية في هذا المهرجان دعما ماليا ومعنويا دون انتقاص من مشايخ المنطقه ومديري الدوائر الحكومية الذين هم ركن أساسي من أركان النجاح. وفي سياقات النجاح الجماعي كان هناك شباب مخلصون اضطلعوا بدورهم في أمسية كل ما فيها عسل والاجترار اللغوي يجيز لي أن أقول ما قاله الشعراء في العسل الذي يمثل شعارا معتادا العسل الأصلي في موطنه الأصلي كتأكيد أن العرضيات هي موطنه الأصلي. للحكاية في رحلة العرضيات أكثر من فرع تجتمع كلها في البحث عن أدوار تنموية في منطقة قابلة للنمو متى ما بحث أبناؤها عن ذلك ولكن العائق ربما في الهجرة بحثا عن جامعات بعد أن توقف قطار التعليم في مرحلة الثانوية فهل من جامعة يا وطن؟! في الاحتفال كان هناك شدو تكفل به المنشد عبدالعزيز بن وهاس وأوبريت قدمه متعدد المواهب الأستاذ عبدالله الرزقي الذي غنى بلثغة طلال مداح بشكل دعاني أن أسأله من أين لك هذا يا عبدالله؟ امعرضيات تأتي من ألسن أهلها جميلة أي بطعم العسل يا عسل. كنت هناك للتعايش مع واقع فيه امعرضيات قادمة على نهضة شاملة على صعيد الإنسان والمكان. انتهت الرحلة ومازال للحب أكثر من بقية يا ديرة الطيبة والكرم والعسل. فشكرا لكم وشكرا لمن منحني فرصة حضور مهرجان العسل عند ناس عسل!