يخرج الشاب وليد المزين من منزله ببزوغ الفجر متوجها إلى سوق السمك في المدينةالمنورة، ليعمل فيه، ويعود بما قسمه الله له من رزق بالغروب، مقتنعا بعمله، وطامحا في تطويره بمرور الأيام. والمزين يقدم نموذجا مشرفا عن الشاب السعودي الذي يعتمد على ذاته، رافضا الانتظار للحصول على وظيفة، كبعض أقرانه الباحثين عن البرستيج، ويبدأ عمل المزين بانتظار السيارات المحملة بالأسماك القادمة إلى المدينة، ويحرص على شراء الأجود منها وبأسعار منافسة، بعد أن اكتسب كثيرا من الخبرة، لعمله في السوق سنين طويلة. وقال المزين: «عشقت هذه المهنة، من حبي للسمك، ما ساعدني كثيرا وحقق لي كثير من النجاح، فأنا مؤمن بأنه يجب أن تكون لمهنة الشخص مكانة كبيرة في نفسه، حتى يبدع فيها ويحقق النجاح»، معربا عن استغرابه من الذين يتركون محالهم للعمالة يتصرفون بها كيف ما يشاؤون، ما يعرضهم لخسائر، مشددا على أهمية أن يتابع التاجر عمله عن قرب. وانتقد المواطنين الذين يستسلمون لطلبات العمال ويؤجرون لهم المحال بأجر مقطوع، مشيرا إلى أن ذلك يضر بالمواطن والاقتصاد الوطني. ونصح المزين جميع الشباب بعدم انتظار وظائف الكراسي الدوارة، ولابد من أن يخوضوا غمار التجارة، لأن فيها خيرا وفيرا، أكثر من الوظيفة، التي تكون محدودة الدخل، بعكس البيع والشراء الذين فيه تسعة أعشار الرزق، كما قال صلى الله عليه وسلم. وطالب كل من يريد دخول العمل الحر بالتخلص من عقدة العيب، مشيرا إلى أن الإنسان طالما يفكر في نظرة المجتمع سيكون الفشل حليفه، خصوصا إذا كان صاحب مهنة شريفة مثل بيع السمك أو بيع الخضار أو بيع النعناع. وذكر أن تلك المهن لا تحتاج إلى رأس مال كبير بل إلى قلب جريء وعقل يفكر، لافتا إلى أن وضع أصحاب المهن البسيطة بدأ يتحسن في نظر المجتمع أخيرا، مؤكدا أن بعض المواطنين بدأوا لا يشترون إلا من البائع السعودي تشجيعا له.