يتوافد خلال هذه الفترة من العام المهتمون وهواة الصقور في المملكة ودول الخليج إلى محافظة ينبع باعتبارها معبرا للطيور المهاجرة من قارة أفريقيا إلى آسيا في رحلتها السنوية، كما تعد ينبع إلى جانب كونها محطة «ترانزيت» فهي كذلك سوق رسمي لمزادات الصقور على الساحل الغربي الشمالي، مما يتيح فرصة جيدة لهواة صيد واقتناء الطيور النادرة التي يتجاوز سعر بعضها الملايين من الريالات. وأوضح ل«الأسبوعية» يوسف حمدان الجهني أحد أشهر القناصين في المنطقة الغربية أن محافظة ينبع تعد من أهم مناطق صيد الطيور النادرة وكذلك تدريب الصقور والهداد وأكبر سوق رسمي للمزادات ومعبرا للطيور على مدى شهر ونصف تبدأ من منتصف سبتمبر وحتى نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر من كل عام، ويضيف «شاهدنا هذا العام أنواع من الطيور وخصوصا الأحرار وأنواعا أخرى كنا نعتقد أنها انقرضت وهي من أفضل الفصائل». وأردف الجهني «هذا العام تم طرح كمية جيدة من الصيد مقارنة بالسنوات السابقة، وكانت الأسعار في المزادات متفاوتة بدأت من 100 ألف ريال ووصلت إلى 400 ألف ريال»، وعن المهتمين بهذه الهواية أكد زيارة عدد كبير من المهتمين للمنطقة من أجل متابعة المزادات يمثلون كافة دول الخليج وخاصة الإماراتوقطر والكويت، يأتي يعضهم بغرض الشراء والبعض الآخر للقنص والهداد على الحباري والكراوين». وعن احتياجات هواة القنص، أوضح الجهني أن الأمر يتطلب توفير عيادة متخصصة للكشف ومعالجة الطيور خاصة وأن ينبع موقع هام لهجرة الطيور وسوق رسمي للمزادات حيث يبلغ عدد الطيور الوافدة في المنطقة أكثر من 800 طائر، وإن عدم توفر عيادة خاصة يتسبب في نفوق الكثير منها، علما بأن العيادات والمستشفيات المتوفرة تقع في مواقع جغرافية بعيدة نسبيا، حيث توجد عيادة في حفر الباطن وأخرى في القصيم والرياض، كما يطالب الهواة بالسماح بنقل هذه الطيور من وإلى المملكة مما يضطر البعض إلى تصرفات غير نظامية تتمثل في تخدير وتهريب الطيور مما يؤثر عليها صحيا. وكشف الجهني، عن مهرجان خاص لهواة صيد الصقور سينطلق في شهر صفر الجاري ولمدة 10 أيام ويتضمن ثلاث مسابقات للصيد منها الملواح، الحمام والطلع، ويأتي هذا المهرجان ضمن روزنامة المهرجانات السياحية في محافظة ينبع والتي تشرف عليها لجنة السياحة بالمحافظة. من جهته، أكد أحمد الحمادي «قناص إماراتي» حرصه الشديد على الحضور إلى المملكة سنويا في مثل هذا الوقت وتحديدا إلى محافظة ينبع كونها من أهم الأسواق الرسمية لبيع الطيور في دول الخليج، ونقوم خلال فترة تواجدنا بتدريب الصقور على الصيد أو ما يسمى بالهداد. أما نواف الرشيدي «قناص من دولة قطر»، فبين أن هذه المرة الثانية التي يحضر فيها لهذه المنطقة التي اكتسبت شهرة واسعة على مستوى الشرق الأوسط وليس دول مجلس التعاون فقط على حد قوله، ويضيف «تسلك الطيور المهاجرة هذا الطريق في رحلتها من أفريقيا إلى قارة آسيا سنويا في هذا التوقيت، ونحضر إلى هذه المنطقة ولدينا أصدقاء ونتابع مزادات الصقور بأنواعها ونمكث هنا قرابة الشهر أو أقل قليلا».